رجمه السادة النواب…
رذلوه… وندّدوا به.
والخوف، أن يبادر الراجمون والراذلون بعد حين الى تعويمه.
ما غيره. اتفاق الستين كما هو معروف به.
أو اتفاق الدوحة بعد تحديثه.
معظمهم، أحبّوا إحياء الأموات.
ومعظمهم أيضاً تخوّفوا من احتمال اعتماده قانوناً انتخابياً بعد عام، أو بعد بضعة أشهر.
دولته أخذه وكبّه في برميل نفايات، وتعهّد نظرياً على الأقل، بعدم التمديد للمرة الثالثة لمجلس نيابي، جرى التمديد له مرتين.
أمس، ضحك المواطنون حتى الثمالة اذا ما جاز التعبير، وهم يسمعونهم ينكرونه حيناً، ويلوّحون أحياناً باعادة اعتماده، اذا لم يتفقوا على مشروع قانون جديد للانتخابات.
***
قانون الستين أنكره فؤاد شهاب، وهو صاحبه، وتنصّل منه عندما اكتشف عوراته.
في العام ١٩٦٣، اختار الرئيس رشيد كرامي، رجلاً سياسياً مشهوداً له بالحنكة، اسمه أحمد غازي، ليرئس لائحة مدينة الميناء.
وعندما أراد أعيان العاصمة الثانية، ان يقطفوا ثمار المعركة، فوجئوا بعد منتصف الليل، بأن مجموعة من المناضلين في السياسة جمعوا شتاتهم وصوتوا لبضعة أسماء، أبرزهم أحمد ممتاز كباره، وعبدالله قطرة، وشحادة البرجي الحداد، ومجموعة من القوميين العرب، وشاب أرمني يدعى بقاليان، وشاب آخر أصبح رجل دين اسلامياً، وحكموا، بلدية تبحث عن مستقبل جديد لشبابها، انضم اليهم لاحقاً عبدالقادر علم الدين، وجورج دوماني المهندس الشجاع في تحديث مجلس بلدي يبحث عن اصلاحات وأعمال لتنفيذها.
كان رئيس بلدية ذوق مكايل آخر رئيس مجلس بلدي انتخبه المواطنون، وتقاعد قبل أسبوع، بعدما رافقه شعاره الخالد: ابتسم لأنك في الذوق.
العطاء لا يزول، وان زال رجاله.
عندما ظهر اتفاق الطائف، عمدت الوصاية الى تشويه صورة النواب.
إلاّ أن الرجال جعلوا من المجلس البلدي مجلساً نيابياً مصغراً.
وأصبح، كل من لا يحب النيابة عن طريق الوصاية يسعى الى رئاسة البلدية. لأنها بالنسبة الى كثيرين ملاذٌ للطموح والرموز العالية.
وبعض رؤساء بلديات العاصمة، تعلقوا بأهداب الموقع، وتجاهلوا أدوارهم في صناعة العمل البلدي.
والآن، يعود كثيرون الى نغمة الوصاية. وسكان بلد الوصاية، تناسوا دورها ولم ينسوا بعد حجمها والآثار.
كان رئيس المجلس البلدي ينتخب لمدة أربع سنوات.
ثم جعلوا ولايته ست سنوات.
وهكذا فقد الرئيس نكهة الولاية، وأضحى رجل الوصاية.
الآن يسألون لماذا بادر زعيم منطقة الى تأييد أصدقاء له.
لكن، لا أحد بادر الى إعداد قانون جديد للبلديات، أو الى تصغير الولاية بدلاً من تكبيرها.
هواة التكبير أكثر من طلاب التصغير.
والمشكلة ان التصغير عدو التكبير، لأن التصغير يجعل هواة التكبير من أصحاب الحظوظ، لا من أصناف البروز الفارغ في المناسبات.