Site icon IMLebanon

تفاهم وليس تحالفاً

 

 

يقول رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن ما بينه وبين “حزب الله” هو تفاهم وليس تحالفاً. بالتالي، ينبغي ألا نُحَمِّلَه أكثر من حجمه، فالفرق شاسع بين المفردتين وتأثير كل منهما على حاضرنا ومستقبلنا.

 

وربما، يجب أن نشكر المولى على تأني فخامته لينال ما يتمنى من خلال هذا التفاهم، ويجنبنا تبعات تحالف تبقى مفاعيله وتداعياته في علم الغيب.

 

وعلينا أن نبصم بالعشرة على مردود كل هذا العز الذي نتنعم به. فلا نشير إلى أن الغطاء الذي ناله “الحزب” بفضل التفاهم هو ما أعطى صكوك براءة للإرتكابات والجرائم التي تقضي على الكيان اللبناني وتغتال كل لحظة مفهوم الدولة، وتطيح بمؤسساتها المشلولة.

 

وعلينا أن نتفهمه عندما يقول أن “الحزب” إحترم “قواعد ثلاثاً أساسية لا غنى عنها: القرار 1701، الاستقرار الداخلي، وعدم التعرّض لسفراء الدول التي صنّفته حكوماتها منظمة إرهابية أو رعاياهم كالأميركيين والبريطانيين والألمان ودول عربية”.

 

بداية عن القرار 1701 القاضي بعدم تواجد “الحزب” بأسلحته جنوب الليطاني.. فعلاً “الحزب” احترم ذلك.. والأدلة توَّجتها صواريخه في قرية شويا.

 

أما عن الاستقرار الداخلي، ربما نسي فخامته أن اليوم المجيد في 7 أيار 2008 حصل بعد التفاهم.. وكذلك القمصان السود.. وما إلى ذلك من تحكمٍ بهذا الاستقرار الذي يهتز على إيقاع المحور الإيراني ومصالحه.

 

وبالطبع، يبقى تعطيل إنعقاد مجلس الوزراء درة هذا الاستقرار ودرعه المنيع، لا سيما مع تضاعف معدّل الفقر المتعدِّد الأبعاد في لبنان من 42 في المئة في عام 2019 إلى 82 في المئة من إجمالي السكان في عام 2021..

 

وبالطبع ستصبح الدراسات والإحصاءات، التي صدرت في الأمس القريب بحاجة إلى تحديث، لتواكب الخطوات البناءة والضامنة لأمن المواطن وأمانه والمرافقة لهذا التعطيل، وأهمها رفع الدعم عن الدواء، لنموت موتاً رحيماً، ورفع الرسوم تباعاً، بحيث يصعب على عامة الشعب شراء زوج جوارب، فنعود إلى الترقيع والرتق وبيضة الخشب.

 

أما عن القاعدة الثالثة، فقمة الإحترام تتجلى في قدرة “الحزب” على تجنيب الساحة اللبنانية معارك يمكن أن تُشن خارج الحدود. وبحمده تعالى، حرص “الحزب” على إفتتاح فرع Delivery يتولى مهمة التعرض إلى من يجب التعرض له في عقر داره أو أي دار ممكن التسلل إليها خدمةً للمحور الإيراني، كما هي الحال في كولومبيا، التي تحضن جالية لبنانية كبيرة، والتي صنفت “الحزب” إرهابياً على خلفية محاولة عناصر منه تعقب تحركات ديبلوماسيين ورجال أعمال أميركيين وإسرائيليين على أراضيها.

 

كذلك هي الحال في دول الخليج التي أثارت زوبعة في فنجان من أجل حرية تعبير، وشرعت بفتح الدفاتر القديمة والجديدة، ولم تتفهم أو تستوعب التمايز بين التفاهم والتحالف.

 

فعلاً، واجبنا أن نشكر الله لأنه لم يكن تحالفاً.. حينها كنا سنرى البدع..

 

وليس أبدع من تأكيد فخامته أنه سيضع في سنة حكمه الأخيرة الحلّ على السكة.

 

وأنه سيحافظ على جمهورية وعد بأنه سيسلمها أفضل مما كانت. ووفى بوعده.

 

ولأنه يرفض الفراغ، بشّرنا بأنه لن يسلم رئاسة الجمهورية إلا بشروط، وكأن الدستور يمنحه الحق بأن يحدد مواصفات الرئيس الذي سيخلفه.. اللهم إلا إذا لم يبق هناك أحد ليسلمه الأمانة.. بإستثناء الصهر العزيز الذي يُؤْمِن، كما عمه، بالقواعد الثلاث الأساسية التي يحترمها “الحزب”..