“جنرالات “إسرائيل” يعترفون بتقييم الوضع وفق استراتيجية حزب الله”
واشنطن استنفرت كبير ديبلوماسيّتها الى المنطقة لترجيح الحلّ الديبلوماسي
أسئلة عدة بدأت تُطرح حول مؤشرات التصعيد “الإسرائيلي” الأخير على الجبهة الجنوبية، توازياً مع واقع التهديدات والتحذيرات المتتالية للبنان والجنوب في الأيام الأخيرة، ما يجعل من كل الإحتمالات واردة في المرحلة المقبلة، سواء لجهة الحرب الموسعة أم التهدئة، على الرغم من الإستنفار الشديد للديبلوماسية الأميركية في المنطقة. ويكشف الخبير الإستراتيجي العميد المتقاعد ناجي ملاعب لـ “الديار” أنه “من حيث السيناريوهات الواردة، فإن “إسرائيل” جهزت لعملية عسكرية ضد لبنان، وأرسلت خطتها إلى المستوى السياسي، وكذلك حزب الله استنفر معظم عناصره وحتى على الشواطىء”.
ويشير إلى أن “إسرائيل اشترت واستقدمت سفينتي إنزال، الأولة حصلت عليها وموجودة في “إسرائيل” منذ ايلول العام الماضي، والثانية شططت في المغرب وتتجه نحو الشواطىء “الإسرائيلية”، وهذا يعني أنه من الممكن أن يكون هناك إكتناف وليس دخولاً برياً مدرعاً، إذ يمكن أن يكون الدخول بطريقة إنزال، وهذا ما يتنبه له الحزب عندما يقول السيد حسن نصرالله أن لا قيود جواً وبراً وبحراً، وبالتالي هناك استعداد لحماية الشاطىء من أي عملية إنزال كما حصل في عملية عناقيد الغضب في العام 1996، وهذا الموضوع يبدو أن الحزب يحتاط له”.
وفي السياق نفسه، يتحدث عن “أن فرضية القوة التي يمتلكها الحزب قد ترجمت على الواقع، فإن فيلم الهدهد أو الفيلم الثاني، قد أثبت أنها المرة الأولى التي يطلع فيها الجمهور العربي بالإضافة إلى الجمهور “الإسرائيلي”، إذ أن العدو كان يمتلك معلومات حول ما يوجد لدينا، ولكن لأول مرة نمتلك معلومات حول ماذا يوجد لديها، وهذا تطور هام”.
ومن جهة أخرى، يلفت إلى أن “إسرائيل لديها عقيدة قتالية بأن تحافظ على كثافة التصعيد أي على تفوّق التصعيد، علماً أنه إذا جرت العودة الى قوانين الحرب عام 1949، وهي أربعة وقد وُضعت بعد الحرب العالمية الثانية، فإن أحد هذه القوانين هو تناسب استخدام القوة، أي إذا صدر إطلاق نار من مبنى أو بندقية أو رشاش، فلا تجوز معاملته بمصفّحة أو دبابة بل يجب ان تناسب العمل. فـ “إسرائيل” اليوم لا تحترم إتفاقيات جنيف الأربعة ولا تحترم التناسب، وأكبر دليل هو ما حصل في العام 2006 عندما اختطف حزب الله ثلاثة جنود وعاد بهم قتلى إلى لبنان، إذ كان الثمن عملية “إسرائيلية” اجتاحت فيها لبنان، وهذا العمل كان غير تناسبي، ولكن العقيدة “الإسرائيلية” هي أنه مقابل كل عمل، يجب أن يكون هناك تصعيد كبير تجاهه، وهذا العمل هو ما فعلته في غزة، لكنها لن تستطيع فعله في لبنان”.
وعن السيناريو المتوقع على الجبهة اللبنانية، يكشف بأنه “أمام ما حصل خلال 8 أشهر، فيبدو واضحاً جداً أن زمام المبادرة في التصعيد كان بيد حزب الله، وهنا أنا لا أستشرف ما يحصل في المستقبل، وهو ما تدرسه “إسرائيل” على المستوى العسكري، ولكن خلال الأشهر الماضية، كانت المعادلة لدى الحزب أنه كلما صعّد العدو سيحصل تصعيد بالمقابل، وقد أثبتت أن المبادرة هي بيد حزب الله، وبأن هذا التصعيد الكثيف لم يعد بيد “إسرائيل”، لذلك تخشى أن تقوم بأي عمل لا يمثل استراتيجيتها بالوصول إلى القضاء على العدو، لأنها رغم كل التصعيد في غزة، فشلت في القضاء على حماس، وبدأت تعترف أنه لا يمكن القضاء على حماس كفكرة، وهذا اعتراف واضح، إذ أن معظم جنرالاتها المعترضين يقولون لنتنياهو إنك لا تستطيع القضاء على حزب الله، وهذا دليل على أن هذه العقلية والإستراتيجية “الإسرائيلية” ليست ناجعة، وبالتالي يجب تقييم الوضع وفق استراتيجية “حزب الله” وليس وفق استراتيجية نتنياهو”.
وعن الحرب الإقليمية، يقول العميد ملاعب إنه “إذا تطورت الأمور وحصلت الحرب، ووفق المواقف الإيرانية، فالمحور كله سيدافع وإذا جرت مشاركة أميركية بالحرب، فإن صليات صاروخية ستوجه من طهران إلى “إسرائيل”، ولذلك فإن الكلام عن قبرص موجه الى القواعد البريطانية، علماً أن هناك قواعد أميركية في دول أخرى، ما يجعل من الكلام أيضاً موجهاً إلى القواعد الأميركية في المنطقة، وهذا ما تخشاه أميركا ولذلك تحاول أن تأخذ مداها بشكل أن يصل إلى العمل الديبلوماسي أكثر من العمل الحربي الذي يبقى غير محمود النتائج”.