ثبّتت المديرية العامة للأمن العام نفسها لاعباً أساسياً في ساحة مكافحة الإرهاب. فقد سجل ضباط شعبة المعلومات فيها وعناصرها خلال عام ٢٠١٦ توقيف ٢٥ خلية إرهابية كانت تنشط على الساحة اللبنانية، من بينها واحدة تابعة للاستخبارات الإسرائيلية كانت تُعدّ لأعمال إرهابية ضد أهداف لبنانية.
وقد بلغ عدد الموقوفين ٨١ مطلوباً. غير أنّ الإنجاز الأبرز تمثّل بتوقيف الأمن العام معظم أفراد «خلية كسارة» التي نفّذت تفجيراً في زحلة يوم 31 آب 2016. وتمكن ضباط الجهاز من تحديد هوية منسّق عدد من التفجيرات الانتحارية التي هزّت لبنان. كذلك سُجِّل للأمن العام توقيف الشيخ بسام الطرّاس الذي تبينّ وجود اتصالات بينه وبين قيادات في تنظيم «داعش»، رغم إخلاء سبيل الأخير نتيجة ضغوط مورست لاحقاً. قبل أن يختتم الأمن العام إنجازاته هذا العام بتوقيف ناقل أحد انتحاريي برج البراجنة المزدوج في ١٧ تشرين الثاني الماضي، بعدما تركه مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر.
وبرز في سجل توقيفات الأمن العام تفكيك خلايا لا تمتهن العمل الأمني فحسب، بل تعدّ أذرعاً إعلامية لتنظيم «داعش» تنشط في استقطاب عناصر وتروِّج للفكر المتشدد. وضُبطت خلايا تنشط حصراً على خط نقل وتحويل أموال لمجموعات إرهابية، وخلايا تعمل على نشر الفكر وتجنيد قاصرين، إضافة إلى خلايا تلعب أدواراً لوجستية. وعلى سبيل المثال لا الحصر، تحضر «خلية بحمدون» (مؤلفة من ٧ أشخاص) المرتبطة بـ «جبهة النصرة»، والتي كانت مهمتها تقتصر على تأمين صواعق ومتفجرات لخلايا تعمل مع التنظيم.
تفكيك خلية تابعة للعدو الإسرائيلي كان أفرادها مكلفين تجهيز مجموعات إرهابية
واستهلّ الجهاز الحديث العهد في مكافحة الإرهاب عام ٢٠١٦ بتفكيك خلية إرهابية مؤلفة من ٥ أشخاص، مرتبطة بتنظيم «داعش»، مكلّفة تصنيع عبوات وأحزمة ناسفة. وكشفت التحقيقات أنّ من مهمات هذه الخلية تجهيز سيارات مفخخة وتصنيع عبوات وأحزمة ناسفة لتنفيذ عمليات انتحارية ضد الجيش في منطقة الشمال. كذلك فكك خلايا مكلفة رصد عسكريين تمهيداً لخطفهم. وفي وادي خالد، أوقفت خلية مؤلفة من ٤ أشخاص، مرتبطة بتنظيم «داعش»، بيّنت التحقيقات أنّ أفرادها كانوا مكلفين الإعداد لتنفيذ عمليات انتحارية تستهدف ضاحية بيروت الجنوبية. كذلك تمكن الأمن العام من توقيف أفراد خلية مرتبطة بـ «الأمير الشرعي العام» لـ «داعش» في منطقة القلمون وجرود عرسال الملقب بـ «الجزائري». وبيّنت التحقيقات أنّ هؤلاء كُلفوا رصد الجيش وتنفيذ اعتداءات ضد عناصره.
ومن بين الإنجازات أيضاً، توقيف «خلية صور» في ٨ تشرين الأول، التي كانت مكلفة استئجار شقق لإيواء مجموعة من الانتحاريين وتجهيزهم بأحزمة ناسفة بهدف تنفيذ عمليات انتحارية تستهدف مطاعم ومقاهي سياحية وقوات اليونيفيل.
لم تقتصر التوقيفات على الخلايا الأمنية. فقد بيّنت عمليات الرصد التي يقوم بها الأمن العام وجود خلايا مكلّفة تأمين «دعم إعلامي عبر نشر فكر ونهج التنظيم وإصداراته من خلال الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي». وفي منتصف آب، أطبق الأمن العام على خلية مؤلفة من خمسة أشخاص، مكلّفة الترويج الإعلامي لتنظيم «داعش» لتجنيد عناصر للتنظيم. وبعد أيام، تمكن الأمن العام من توقيف خلية تنشط في مجال تجنيد القاصرين (مؤلفة من ٥ أشخاص). وكشفت التحقيقات أنّ أفراد الخلية يرصدون المراهقين لزرع أفكار الإرهاب في عقولهم. كذلك فكك الأمن العام خلية إرهابية مهمتها حصراً تجنيد أشخاص لحثهم على الانتقال إلى سوريا.
وعلى صعيد مكافحة التجسس الإسرائيلي، تمكن الأمن العام من تفكيك خلية تابعة للاستخبارات الإسرائيلية في الأول من آب. وكشفت التحقيقات التي أجراها ضباط شعبة المعلومات في الأمن العام أنّ أفرادها كُلِّفوا مهمات أمنية، كتجهيز مجموعات مسلحة لتنفيذ أعمال إرهابية في الداخل اللبناني، والتخطيط لاغتيال أحد السياسيين.