IMLebanon

العماد يخلف العميد: نظافة كف ومعارضة + حلول

في وجدان كل جبيلي هناك صورة ثابتة للعميد ريمون إده. كاريزما نائب جبيل السابق أثرت في كثيرين أولاً، وحضوره المحبب في صالونات المدينة وسوقها القديم ومرفئها ومختلف قراها ثانياً، وموقفه السياسيّ ثالثاً. وهو يحضر اليوم أكثر من ذي قبل، في خضمّ ما نسمعه ونشهده ونشتمّه.

يحضر بنظافة كفه وبمعارضته الشرسة للشواذ والفساد، ويحضر في سياق المقارنة بين العائلات السياسية القديمة والعائلات السياسية الجديدة. ولا شك أن كثيرين يتساءلون يومياً كيف يعود النائب تمام صائب سلام إلى رئاسة الحكومة ويحافظ النائب وليد كمال جنبلاط على نفوذه، فيما كارلوس إده رئيساً لحزب الكتلة الوطنية وسامي الجميل رئيساً لحزب الكتائب. أتذكّر توديعه الودود لوالديّ قبيل مغادرته منزلنا، لنصدم بعد قليل بتعرّضه لمحاولة اغتيال. العميد كان دائماً أكبر من حزبه بكثير، فهو أثر في جيل كامل وجد غالبيته استمراريته في العماد ميشال عون، علماً أن العميد كان يعارض ويزعج الطبقة الفاسدة، لكنه نادراً ما قدم حلولاً، بعكس الجنرال الذي يعارض ويزعج السياسيين ويقدم حلاً تلو الآخر. ولا شك أن استقطاب الجنرال للكتلاويين لم يكن صدفة، فهو يشبه العميد في محبته للناس ومحبة الناس لهما، وفي حربهما ضد الميليشيات التي كانت ولا تزال مكروهة من المواطنين. وقد عبّر الجبيليون في مختلف المناسبات عن اقتناعهم بأن العماد خير وريث للعميد. والمطلوب اليوم استحضار «ضمير الوطن» أكثر، فيقارن كل لبناني عموماً وجبيلي خصوصاً بين ما كانت الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والسياسيين أنفسهم عليه أيام العميد، وما بلغته الأوضاع والسياسيون اليوم.

* منسق التيار الوطني الحر السابق في قضاء جبيل