Site icon IMLebanon

جنرال…

صهران على كتفي الجنرال. جبلان…!

الاعداء، لا اخصام للرجل بل اعداء، عرفوا كيف يتلاعبون بنقاط الضعف، وكيف يلعبون بأعصاب الجنرال. وراء الضوء افتوا بالغاء من يريد الغاء الآخرين. احدهم قال «لو وصل الى قصر بعبدا لخال نفسه وصل بالدبابات لا بأوراق الاقتراع، ولحاول ان يضعنا وراء القضبان او ان يذهب بنا الى المنفى، وهذا خراب البلد».

اخذوا عليه التوريث. هذه زلة كبرى، بل وخطيئة كبرى. الاخرون الذين يقاتلونه فعلوا ما هو اسوأ. الابن يرث الاب، والاب يرث الجد وحتى جد الجد. ديمقراطية توافقية ام ديمقراطية قبائلية؟ جمهورية القرن التاسع عشر…

لكن العماد ميشال عون طرح نفسه بصورة مختلفة. قال للبنانيين «انا الرجل الآخر». الذين يوالونه حاروا بين ان يكون نسخة مصغرة (او مكبرة) عن نابليون بونابرت او عن شارل ديغول.

انا رجل آخر لجمهورية اخرى. لعل اهم شيء في الجنرال انه غير قابل للترويض، وغير قابل للتدجين، وغير قابل للتبعية. آخرون اما يؤدون رقصة هز البطن، وقد عقدوا المنديل على الخاصرة، في هذا البلاط او ذاك، او يتقمصون دور المهرج في هذا البلاط او ذاك…

«لبنان يا قطعة سما»، على ايديهم تحوّل الى لبنان الفضيحة، ولبنان الصفقة، ولبنان الرهينة، بل، وبصوت عال، لبنان… القهرمانة!

ايها الجنرال لقد اخطأت. هل يمكن ان تنحصر المنافسة على رئاسة التيار الوطني الحر بين الصهر وابن الاخت؟ ولا نتصور انك انت الذي اتخذ منك العديد العديد من الضباط القدوة في النزاهة، وفي الصلابة، في تناول علبة السردين مع الجنود، تخوض كل تلك المعركة، وتحت شعار «حقوق المسيحيين»، وهو الشعار الذي هز صورتك كثيرا، من اجل تعيين صهرك قائدا للجيش؟

العميد شامل روكز انبل بكثير، وارقى (وانقى) بكثير من ان يزج هكذا في البازار. ما حصل ويحصل اهانة للرجل، وخلخلة للمؤسسة التي لا ننفي ابدا (ونحن في لبنان) ان السياسة تدخلت وتتدخل فيها، فأي منطق ان يقال بالمقايضة بين الترقيـات و الـنفايـات، او بين الترقيات وآليـة العـمل الحكومي؟

هذه مؤسسة يتواجد افرادها على كل خطوط التماس في لبنان، وما اكثرها وما اكثر تضاريسها، كماـ يتواجـدون في الشمال على خطوط التماس مع البرابرة الاتين من ليل التـاريخ ومن ليـل الايديولوجيا، وفي الجنوب على خطوط التماس مع البرابرة الاتين من ثقب ما في الغيب. هؤلاء كلهم على ارضنا، وكلنا لاهون، وكلنا ضالعون في تلك اللعبة العبثية القاتلة. من يصل على حصان خشبي الى القصر الجمهوري؟

شامل روكز واي ضابط اخر، يفترض ان يكون بمنأى عن ثقافة الصفقة، وثقافة التسوية، حتى وان قيل ان الجمهورية نفسها قامت على التسوية. التسوية عام 1920، وعام 1943، وعام 1958، وعام 1989 وحتى عام 2008، كيف للجنرال ان يرفض، وعلى ذلك النحو العاصف، التمديد للعماد جان قهوجي ثم يرضى بما هو اسوأ بكثير؟ الترقيات الانتقائية والتي تتمحور كلها حول رجل واحد.

الساسة عندنا بارعون في «تدوير الزوايا»، بما في ذلك الزوايا اللغوية، وهو المصطلح الذي غالبا ما يستخدم لتغطية الانتهاك الذي يحصل ان في الدستور، او في القوانين، او في القيم…

التمديد غلط، ولا ظروف تبرره سوى ظروف المحاصصة التي تعكس مدى الهلهلة في الجمهورية وفي اهل الجمهورية، والتسوية غلط، وهي الوجه الاخر للمحاصصة. الان تسوية من اجل ترقية العميد الى لواء. غداً، اي تسوية لترقية اللواء الى عماد واي قائد ذاك الذي يشق طريقه عبر التسويات لا عبر الخنادق؟

يكفي شامل روكز ما فعله في عبرا. لولا الاداء الصاعق لسقط مئات القتلى والجرحى، ويكفي ما فعله في عرسال، فكيف لرجل بذلك التميز ان يوضع في البازار وان يعلن زملاء له انهم سيطعنون بأي ترقية (انتقائية) امام مجلس الشورى؟

كلام كثير وراء الضوء، واشباح تلعب، والنتيجة هزة داخل المؤسسة العسكرية. لا مجال لرأب الصدع ولا لتغطية الصفقة ان عقدت الا اذا…

العماد ميشال عون يعرف والعميد شامل روكز يعلم ماذا يفترض ان يقال بعد كلمتي… إلا اذا!!