Site icon IMLebanon

إبادة جماعية، تهجير قسري أم هدنة؟!

 

 

 

رفح في مرمى النار! فهل يمنع العالم إسرائيل من اقتحام ملجأ «رفح» الأخير؟! أم إن العالم الذي قصف الأونروا بالامتناع عن تمويلها يغطي سياسياً اقتحام رفح باتجاه «اليوم التالي»؟!

إن تأخير التوصل الى هدنة ثانية لتبادل الأسرى سيفتح حكماً الباب أمام الجيش الإسرائيلي للهجوم الميداني على مدينة رفح واحتلالها! وهذا الهجوم سيتحول الى كارثة إنسانية كبرى أخرى لأهل غزة نظراً لحجم الخسائر بالأرواح التي قد تتكبدها المدينة ومحيطها مع نزوح غزاوي باتجاهها يقدّره البعض بحوالى 85% من أهل القطاع! وقد يعني ذلك أيضاً بلوغ مرحلة التهجير القسري. ما قد يضطر مصر الى فتح باب المعبر كلياً من جهته أمام تدفق أهل القطاع الهاربين من وابل القصف والطلعات الجوية! وقد يسبق ذلك عملية إسرائيلية ميدانية للسيطرة الكاملة على محور فيلادلفيا لضمان «ضبط» التهجير القسري! فالهدف الإسرائيلي سيكون بين التهجير القسري وبين الإبادة الجماعية!

 

وإذا كانت الهدنة ضرورية لأهل القطاع كما هي لمقاتلي حماس لالتقاط أنفاسهم ولإعادة تنظيم صفوفهم، فما الذي يمكن أن يجري بعد الهدنة؟!

من المتوقع أن تستمر إسرائيل بحربها وهجومها التدميري على غزة بسبب عدم قدرة حكومتها وجيشها على تقديم أي شيء يذكر للرأي العام الإسرائيلي باستثناء ارتفاع هائل في عدّاد القتلى والجرحى والدمار في القطاع. وذلك، من دون القدرة، لا على ضمان أمن الداخل الإسرائيلي ولا على ضمان أمن قرى الغلاف ولا على ضمان أمن أهالي القرى والمستوطنات الشمالية المتاخمة للبنان، وفي مقدمتها كريات شمونة. كل ذلك، من دون استعادة الثقة لا بالقيادة الإسرائيلية ولا بالجيش الإسرائيلي، ومع بقاء كافة قادة حماس في الداخل بعيداً عن مرمى النار الإسرائيلي. ولذلك، فإن نتنياهو سيكمل الحرب بعد الهدنة التي لا يريدها، والتي قد يسعى جاهداً لإفشالها ولتحميل حماس مسؤولية عدم حصولها! نتنياهو كان قد كرر أن وقف النار يعني خسارة إسرائيل وهو أمر لن يقبل به!

أهداف إسرائيل في القطاع تدميرية! في حين أن المجتمع الدولي يكتفي «بالتعبير عن قلقه» من دون اتخاذ خطوات عملانية ملزمة باتجاه وقف النار! وهذا ما يؤشر الى وقوع كارثة إنسانية إضافية كبرى… حتى بعد الهدنة!