»نحن، حزب ولاية الفقيه، نحن سادة عند الولي الفقيه» [من خطاب حسن نصرالله في ذكرى عاشوراء السبت الماضي]، يُصرّ أمين عام حزب الله حسن نصرالله على تقسيم الشعب اللبناني مرّة بين عملاء وأشرف الناس، وأخرى بين عملاء ومقاومين، يوم السبت الماضي قسم اللبنانيين إلى قسمين: السّادة والعبيد، وقرّر أنّه ومن معه «سادة عند الوليّ الفقيه»، وقد يكون من تذكيره بأنه أقل بكثير من مرتبة «عبيد» حتى عند الوليّ الفقيه، وهذا لم نأتِ به من عندنا بل من عند «الوليّ الفقيه» ـ السابق ـ الخميني مؤسس جمهوريّة «السادة والعبيد» إذ قال الخميني: «ولاية الفقيه كولاية الرسول صلى الله عليه وسلم، فالولي الفقيه معين من قبل الإمام المهدي الغائب، ولذلك لا يجوز الاعتراض على قراراته بناء على الحديث المنسوب إلى المهدي الذي يقول «إن الراد على الفقهاء كالراد علينا وكالراد على الله»، والاستناد بأنّ ردّ الولاية قد يعتبر شرك بالله، ما هو منسوب للإمام جعفر الصادق: «فإني جعلته عليكم حاكماً، فإذا حكم بحكمنا فلم يُقْبَل منه، فإنَّما استخف بحكم الله، وعلينا ردّ والرادّ علينا كالرادّ على الله وهو على حدّ الشرك بالله»!! فهل يكون حزب ولاية الفقيه بعد مقولة الخميني من السادة أم من العبيد؟! هل تستطيعون أن تقولوا لا.. هذا لا يناسبنا؟! هل تتجرأ على القول الطائفة الشيعيّة في لبنان لم تعد تتحمل هذا العدد من القتلى؟! بالتأكيد «ما بتسترجوا»!!
أوغر الصدور حسن نصرالله يومي الجمعة والسبت الماضي، هذه «اللعنات وطلب الموت لآل سعود» ماذا لو قابلتها لعنات على «الوليّ الفقيه» وطلب الموت له ولإيران، إلى أين قد يصل لبنان؟! وأوغل حسن نصرالله في تاريخ من الدماء، الزمن توقف عنده عند عام 61 للهجرة مع أنّ الأمّة عاشت بعد كربلاء، مقتل شخص لا يعني موت الأمّة، ولكن ابتزاز مشاعر بسطاء الناس يفعل الأعاجيب!!
ووسط هذا النبش في التاريخ والدماء و»الثارات» تجاهل حسن نصرالله أنّه وبعد استشهاد الحسين عليه السلام في 10 محرم 61هـ/ 8 كانون الثاني 626م، توفيت السيدة زينب في سنة 65 هـ/ 630 م، وقتل عبدالله بن زياد في سنة 67هـ/ 632م، ومات يزيد بن معاوية في 14 ربيع الأول 83هـ/ في 12 تشرين الثاني 683)، ومات ابن تيمية مات في السجن في قلعة دمشق سنة 728هـ/ 1327م، ومات أيضاً محمد بن عبد الوهاب 1206هـ/ 1791م، فإلى أين تأخذ لبنان والشيعة والسُنّة، بل إلى أين تأخذ الأمّة؟!
وهذا الإصرار عند حسن نصرالله على التماهي بالإمام الحسين [حاشا لقدر الحسين] ابتزازاً لشعب المقاومة والذي أصبح عادة تجدي نفعاً في خطاباته، وقف الرجل وراء الشاشة يوم السبت ليقول للمحتشدين إستعراضياً تخويفاً للبنانيين: «في هذه الليلة، نستحضر التاريخ والمعركة وحقيقتها ونتخذ الموقف، وضعوه ووضعونا اليوم كما فعلت إسرائيل في الماضي، أيضاً وضعونا اليوم كالحسين (ع) بين الخيارين قال: «ألا أن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلّة والذلة، وهيهات من الذلة»، يفتح حزب الله جبهات حروب يذهب من بلد إلى بلد بأمرٍ من الوليّ الفقيه ثمّ يتهم الذين دخل أرضهم بغير حقّ ليقتلهم ويدمّر بيوتهم ويحرق أراضيهم ويقتل رجالهم ونساءهم وشبابهم وأطفالهم بأنهم هم الذين وضعوه في هذا الموقع!! لم يتنبّه نصرالله بعد إلى أنّه وحزبه يلعبان اليوم في سوريا دور قاتل سبط النبيّ ـ صلوات الله عليه ـ أمير الكوفة وأهلها شيعة عليّ الذين قتلوه وحاولوا قتل الإمام الحسن وطعنوه وسلبوه، ودعوْا الحسين لينصروه أن أقدم إنما تقدم على جند مجنّدة لك، وكانوا أول من رماه بحجر قائلين أشهدوا عند الأمير، «الدعيّ ابن الدّعيّ» عبيدالله بن زياد وليس دور الإمام الحسين عليه سلام الله!!
وللحديث تتمّة.