يحتاج المراقب إلى بعض الوقت كي يستوعب تشكيلة باسيل ـ ميقاتي، كتشكيلة منوعة ترضي الأذواق كافة وتحاكي تطلعات العامل والصناعي، المرأة والرجل، إبن القرية وإبن الستين ألف كلب. كل وزير يشكل حالة خاصة وثقلاً نوعياً على مستوى الأمة. فهيكتور النرفوز عنده معجباته المنتشرات في نصف الكرة الأرضية اللواتي يحلفن باسمه ويتقاتلن للفوز بنظرة حب منه. وأمين سلام عنده من نفسه، ووليد فياض عنده الإستعداد لينزل جسدياً إلى الطريق ويعانق مواطنيه روحياً، ومصطفى بيرم عنده موهبة القص… والحلاقة. جميعهم فيهم الخير والبركة ويستحقون من الإعلاميين كل مؤازرة ودعم.
بعض الصحافيين، قد يخطئ في تقويم كفاءة الوزراء وأهليّتهم للمناصب، والبعض قد يصيب. ومِن الصحافيين مَن يتلقّف زلّات الوزراء في إطلالاتهم الأولى فيحسن وفادتهم، ومنهم من يجد لهم الأعذار بعد كلّ فاول. الزميل رفيق نصرالله قال لمحاورته على قناة “الإستيذ” التلفزيونية بثقة “اكتبي على ورقة اللي قدامك: جورج قرداحي رئيس جمهورية لبنان القادم وحطيها بجزدانك ومنذكر بعض”، ويسعدني أن أضيف إلى الرهان وأتمنى أن يسع الجزدان رهاني: “سأسير من أدما إلى فيطرون حافياً لآخذ صورة موقعة من معبود النساء أبروزها في الصالون كما صورة جومانا يمان ـ ليعش ويأخد عمرها ـ إذا صار الرئيس الرابع عشر للجمهورية اللبنانية العظمى”.
يا رجل.
لا تدعنا نحلم كثيراً… ونستفيق مصدومين على سليمان فرنجيه الحفيد في بعبدا أو على سمير جعجع في الموقع الماروني الأوّل أو على قائد الجيش جوزاف عون أو على ولي العهد جبران باسيل.
كان عليك أيها الزميل المتنبّئ، وبكل محبة، أن ترأف بمشاعرنا وتتنبّه إلى هشاشة قلوبنا، وتطلع بتوقّعك هذا بالتقسيط المريح، كأن تراهن مثلا محاورتك أن الرئيس المقبل سيكون من بلاد كسروان، وتعطيها أربعة أسماء لتختار واحداً منها: منصور غانم البون، فريد هيكل الخازن، روجيه عازار وجورج قرداحي. على الأرجح ستطلب المذيعة حذف إجابتين، فيُبقي الكمبيوتر على الاسمين الأخيرين. عندها اعتبر نفسك صديقاً واعطها الإجابة الصحيحة.
لا تقليلاً من شأن صاحب المعالي والطلّة البهية ولا استهانة بقدراته السياسية والقيادية. ولا تجاهلاً لدور المقاومة الإسلامية في استيلاد الرئيس الماروني، ولا تجاوزاً لمحور الممانعة المنتصر في سوريا واليمن وإيران وأفغانستان، ولا تعمية على إجماع الدول الخمس الدائمة العضوية على القرداحي رئيساً لكن السؤال الكبير: أنستأهل، نحن اللبنانيين، الغارقين في آثامنا وفسادنا وابتعادنا عن محور الممانعة، تلك المكافأة ؟ الجواب: لا. يجب أن نعاقب بالتمديد مدى الحياة للسيد الرئيس.