IMLebanon

جورج قرداحي صورة على إعلان  

 

قبل توزيره كان جورج قرداحي منسياً، خاصة وأن برنامجه “من يربح المليون” أصبح غير ذي شعبية رغم طمع الشرق أوسطيين بالمال ورائحته.

 

لقد ركز نجاحه الصحافي في الإعلام المرئي والمسموع على تقليد برنامج كان يقدمه دونالد ترامب على إحدى الشبكات التلفزيونية، وقد حظي كما برنامج جورج قرداحي الذي يقلده بنجاح.

 

ترامب سلك إلى قصر الرئاسة في الولايات المتحدة استناداً إلى برنامج لا يُعتبر مهماً على صعيد الفكر والمعرفة، لكن ترامب المعروف بمبالغته حول أهمية الشخصية جعل من برنامجه ذريعة للترشح لرئاسة الجمهورية وقد حظي بها، وكان يُكرر أنه حقق ثروة إعلامية وعقارية… وقد بدأت تظهر نتائج مبالغته، فهو يخضع لتحقيقين: تدخله في شحن حماسة مهاجمي الكابيتول هول (أي مركز مجلسي النواب والشيوخ) عندما فاز الرئيس جو بايدن بالرئاسة، وادعاءاته بالثروة قيد التحقق من الدوائر الضريبية، وربما سيواجه حكماً بالسجن. وها هو ساركوزي يواجه حكماً بالسجن لاستحواذه على أموال من القذافي لدعم ترشحه لولاية ثانية فشل فيها.

 

جورج قرداحي أراد تقليد دونالد ترامب وحصر طموحه بتولي وزارة الإعلام في بلد يزخر بالمشاكل، وإدارته مهترئة، وإعلام الدولة فيه شبه منعدم بسبب فقدان التمويل البريء.

 

لقد أخطأ جورج قرداحي في تصريحات مختلفة أولها كان عند وصوله من الخارج بعد تسميته من قبل سليمان فرنجية كزعيم ماروني لتولي الوزارة، وهكذا كان.. لكن أول تصريح لم يلقَ الترحيب، واعتذر عنه جورج قرداحي، بالقول إنه تسرع بالتعليق ولم يكن وزيراً حينذاك واعتذر عن خطأه.

 

لسوء حظه تولى قرداحي وزارة الإعلام بعد توليها من سيدة مقتدرة هي الدكتورة منال عبد الصمد، التي وضعت مشاريع إصلاحية للإعلام الرسمي كان من بينها اختصار عدد المتعاقدين الذين يزورون الوزارة فقط يوم استحقاق الرواتب والأجور، وكانت تحظى بدعم الرئيس عون وتشجيعه، وهي تعود إلى مركز قيادي في دائرة الضريبة المضافة والتي تؤتي الحكومة بأعلى مردود ما بين مختلف الضرائب ونشاطات المؤسسات التابعة بما فيها وزارة الإعلام التي تشرف على الإذاعة اللبنانية وتلفزيون لبنان. وتوصلت في آخر اجتماع عربي لوزارة الإعلام الصيف المنصرم لتكريس لبنان بنشاط إعلامي عربي مشترك عام 2022، وبالتالي ستكون صورة جورج قرداحي باهتة بالمقارنة مع كفاءات ونشاطات الوزيرة السابقة.

 

جورج قرداحي أراد الوصول إلى مركز وزاري، وكان على استعداد لبذل الغالي والرخيص لذلك، وهو كان من حظه أن سليمان فرنجية الزعيم الماروني الذي يتمتع بصدقية وصراحة اعتمد تسميته فقط للافراج  عن الوزارة للحاجة لوزير ماروني.

 

بسبب حبه للتقليد وهو عاجز عن الإبداع، حارب مظاهر التقدم بالعمر بصبغة سوداء كي لا يظهر وهنالك شعرة بيضاء على رأسه. والواقع أن هذا التوجه يظهر حب الظهور لدى الوزير، والمطلوب من الوزير تنظيم برامج والابتعاد عن الحزبيات وهو برئ من أية من هذه الصفات الحميدة.

 

عدم البراءة يظهر من خلال أن الوزير قرداحي اختار إنجاز حلقة عن أميز حاكم في العالم العربي، فاختار إنجاز مقابلة لساعة مع الرئيس بشار الأسد، وهو اعتبره أنه أميز الرؤساء العرب إنجازاً.

 

الواقع المعروف أن حكم الأسد تعسفيي للغاية، وأن هذا الرئيس المتولي الرئاسة منذ عشرين سنة هو الرئيس العربي الوحيد الذي خسر السيطرة على 40% من أراضي سوريا وتسبب في هجرة 40٪ من سكان سوريا، ومن أجل الإلمام بإنجازاته كان من المستحسن سؤال بعض المهاجرين السوريين ممن استقبلتهم المانيا عن شعورهم تجاه قيادة الرئيس الأسد.

 

إن تبعية وزير الإعلام لسوريا واضحة ومخيفة. فأول مجموعة استضافها الوزير للمشورة كانت لجنة المرئي والمسموع، والتي بالمناسبة انقضى زمن توليها هذه المسؤولية، ورئيس هذا المجلس صحافي كان يعمل في النهار، إنما كان مقرباً من خال الرئيس الأسد، والذي هو اختار رئيس المجلس ووافق على أعضائه الآخرين بناء على توصيات المقربين من سوريا. ومعلوم أن الإعلام في سوريا غير حر، وأراد السوريون تحقيق تشابه مع نظامهم بخيار إنجاز مجلس المرئي والمسموع واختيار أعضائه.

 

حينما يحظى وزير إعلام ملتزم بسوريا إنما ماروني، لماذا ينتفض حزب الله لمحاولة كبح جماح هذا الوزير وتسببه في أزمة توسعت وأصبحت تطال معظم دول الخليج، باستثناء سلطنة عمان وقطر؟ وقد استهجنت السلطات القطرية تصريحات وزير الإعلام. وبعد كل ذلك نقول إن نصيب هذا الوزير من الإعلان… صورته على إعلانات معلقة عن خدمات شركة لاستثمار الاموال… من دون فرض رسوم على أعمال شرائها وبيعها للأسهم… يا لحظ لبنان.