IMLebanon

عقيص لـ “الديار”: الوطني الحرّ يهدِّد الركيزة الأخيرة للوجود المسيحي على “إسرائيل” إعطاء الفلسطينيين حقوقهم ودولتهم… وإلا الحرب 

 

 

لا يُخفي عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب جورج عقيص أن “حظوظ الحرب لا تزال قائمة، رغم أن الأكثرية الساحقة لدى اللبنانيين لا تريدها، لأن الأمر يتعلق بالارتباط في المصالح وتوازن القوى، حيث من الواضح أن “إسرائيل” تريد استكمال العملية العسكرية التي بدأتها، تحقيقاً لانتصار معنوي بعد الضربة الموجعة التي تلقّتها في 7 تشرين الأول الماضي، وواضح أيضاً أن حماس قادرة على المقاومة والصمود. لذا المخاوف لا تزال موجودة في حال تعثّرت المفاوضات لوقف أعمال العنف في غزة”.

 

وعليه، قال ل”الديار” أن “لبنان اليوم هو رهينة الإنزلاق الكبير في الحرب، علماً أنه يتحمّل تداعيات هذه الحرب وكأنها اندلعت فعلاً، فالاقتصاد منكمش إلى أقصى الحدود، والقلق كبير جداً بعدما سحبت غالبية الدول رعاياها تخوفاً من الحرب، كما أن حركة التجارة والمطار والسياحة معدومة، أي أننا ندفع فاتورة حرب باقتصادنا، وإن ليس بأمننا بكامل لبنان، فالجنوب ملتهب ويسقط فيه الكثير من الشهداء ونأسف على سقوطهم في حربٍ كان يمكن تلافيها لو أننا طبقنا 1701 وحمينا شعبنا وأهلنا وقرانا في الجنوب”.

 

وما إذا كان لبنان حاضراً للدخول في هكذا حرب، يشدّد على أن “لبنان ليس حاضراً لتتساقط فيه عواصف الأمطار، فكيف بالحري إذا وقعت حرب مدمّرة كالتي تخوضها إسرائيل في غزة، أكيد ليس هناك أي جهوزية ولا إمكانية، مع الأسف مجتمعنا مضروب ومفكّك نهائياً، واقتصادنا بالأرض وأموال الناس نُهبت، وقد حاولنا التنفس قدر المستطاع في الصيف الفائت، فأتت حرب غزة في 7 تشرين وأعادتنا إلى الوراء إقتصادياً وصحياً وتربوياً، وفي قطاع الطاقة أيضاً لا جهوزية لدينا فالدولة مفلسة والحكومة توهم الناس بأنها تعمل على وضع خطة طوارئ، ولكن الجميع يدرك أنه ليس لديها الإمكانات لتنفيذ هذه الخطة، وتطلب من مصرف لبنان التمويل وهو يرفض ذلك، وبالتالي، باتت هذه الخطة ورقية وليست واقعية، ولا تنسجم مع ما هو متوافر حالياً في لبنان لمواجهة الحرب”.

 

وحول ترسيم المنطقة، يكشف أن “ما جرى في 7 تشرين وما يجري اليوم، ستكون له انعكاسات كبيرة في المنطقة التي هي على مفترق طرق، فإمّا أن توقف “إسرائيل” مكابرتها وتقتنع بحل الدولتين وتعطي الفلسطينيين أبسط حقوقهم، وإمّا نذهب إلى الحرب الشاملة والكبرى في كل الإقليم، وهنا أرى أن الحظوظ متساوية، وعلينا أن ننتظر نهاية الأعمال العسكرية في غزة وما ستؤول إليه الأوضاع، فإذا تمكنت “إسرائيل” من استئصال حماس من غزة، سيؤدي ذلك إلى سيناريو معين، وفي حال لم تتمكن من ذلك، فساعتئذٍ سيُعتمد سيناريو آخر طبعاً، ولكن حتماً ما يجري اليوم هو بداية رسم لمستقبل شرق أوسط كانت قد بدأت معالمه من الظهور إن من خلال التطبيع السعودي ـ “الإسرائيلي”، أو من خلال الممرّ بين الصين والهند والخليج و “إسرائيل” وأوروبا، إنما ذهبنا اليوم باتجاه آخر، على وقع الحرب والمدفع وليس على وقع المفاوضات كما كان سابقا”.

 

وحول مستقبل لبنان، يبدي خشيته على مستقبل لبنان، لأن “بعض الفرقاء فيه يُمعِنون برهن قراره لإرادات خارجية بعيدة عن لبنان، ولأن هناك فريقاً يشعر بالغلبة ويحاول إلغاء الفريق الآخر، إن من حيث الوجود السياسي أو حتى من خلال التهديد بالتصفية أو لغة التخوين التي تستعمل على اللبنانيين الذين يتضامنون مع الشعب الفلسطيني، ولكنهم يطالبون بحماية أمنهم ومستقبلهم، بسبب الخشية من تسارع انهيار لبنان أكثر مما هو عليه، وربما زواله، فمصلحة وطننا تأتي أولاً، ومن بعيد، عن كل مصالح الأشقاء، لأننا مهدّدون حالياً ليس فقط بالحرب، بل بسقوط الهيكل على رأسنا جميعاً”.

 

ويرسم عقيص صورة الواقع المسيحي على الشكل الاتي: “وجود فريق وازن وإلى جانبه بكركي ويريد مصلحة لبنان أولاً، علماً أنه عندما تتحقّق المصلحة الوطنية، تكون حكماً قد تحقّقت المصلحة المسيحية، وهناك فريق أقلّوي يقوم بحراك شخصاني هدفه التكتكة السياسية في هذه الظروف العصيبة، وهو التيار الوطني الحر الذي يهدّد اليوم الركيزة الأخيرة التي تثبِّت الوجود المسيحي، ولذلك ندعم التمديد لقائد الجيش الحالي، حفاظاً على أقصى درجات التوازن داخل الدولة، وبشكل يؤمن بالحد الأدنى الوجود المسيحي، لأنه تحت هذا الحدّ نكون نقول للمسيحيين إننا انقلبنا عليكم وأخرجناكم من الدولة تماماً، بعدما عطلنا انتخاب الرئيس ونذهب بقيادة الجيش إلى فراغ أو إلى تعيين غير دستوري وخلافاً لإرادة غالبية المسيحيين”.