IMLebanon

تواصل مُباشر بين برلين وحارة حريك… هل يحدث الخرق؟ 

 

 

على وقع حرب اعلامية عالية السقف والمواقف، ومع تراجع وتيرة العمليات العسكرية بشكل ملحوظ، والذي رأى فيه البعض هدوء ما قبل العاصفة، تستمر المحاولات السياسية لتجنيب المنطقة كأس حرب لطالما قيل عنها انها ستكون “الكبرى”.

 

على هذا الاساس، وبعد سقوط اقتراح الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين بالضربة “الاسرائيلية” القاضية، وفي ظل الازمة على خط حارة حريك-اوروبا، يحضر اليوم الى لبنان وفد الماني، ظاهره سياسي -ديبلوماسي، مستوره امني – استخباراتي، املا في فتح ثغرة في جدار الازمة، درجت العادة على ان تنجح برلين في هكذا مهمات.

 

فوفقا لمصادر متابعة لهذا الحراك، الخفي منذ مدة، فان الوفد الالماني سيضم شخصية امنية رفيعة، اعتادت زيارة لبنان وعقد لقاءات مباشرة مع قيادات اساسية في حزب الله، حيث علم ان لقاء سيجمعها في حارة حريك مع شخصية رفيعة في الحزب اعتادت التواصل معها، لنقل رسالة واضحة حول ضرورة الاخذ بالورقة الفرنسية ومباشرة التفاوض حولها، لتجنيب المنطقة ولبنان حربا كبرى.

 

واشارت المصادر الى ان المهمة “الاستخباراتية” الالمانية في جانبها الثاني استطلاعية، لمعرفة مدى امكان احداث خرق وسقفه، خصوصا ان الوفد الاستخباراتي سيعود الى “تل ابيب” لاطلاع المسؤولين فيها على نتائج اتصالاته في بيروت.

 

وكشفت المصادر انه ثمة من يحاول “الخربطة” على هذا المسعى الالماني، من خلال ضخ معلومات عن مشاركة استخباراتية المانية في عمليات ملاحقة قياديي حزب الله الميدانيين، وتقديم معلومات لتل ابيب استخدمتها في عمليات الاغتيال التي نفذتها.

 

ورأت المصادر ان العلاقة الالمانية بحزب الله تعتبر اليوم متقدمة على غيرها من العلاقات مع دول اوروبية، بسبب المسار التاريخي والتراكمات التي ادت الى انجازات اكثر من مرة، في اكثر من عملية تبادل للاسرى طوال السنوات الماضية، او حتى دور برلين خلال حرب تموز 2006، وما نتج عنها من قرار دولي.

 

اوساط مقربة من الثامن من آذار، رأت ان “فريق الممانعة يرتاح الى التعامل مع الالمان بناء للتجارب السابقة، كما ان برلين حافظت على حد ادنى من العلاقات رغم الحملات الامنية التي شنتها بين وقت وآخر ضد جمعيات واشخاص يوالون حارة حريك، اضف الى ذلك ان ثمة انقساما كبيرا داخل المانيا حول مسألة اعتبار الحزب او جناحه العسكري على الاقل منظمة ارهابية”.

 

وقالت الاوساط ان الدخول الالماني على الخط يظهر جدية اوروبية للتوصل الى حل، ذلك ان الجانب الفرنسي، ورغم كل التسهيلات التي قدمتها الضاحية، استمر في مراوغته، متبنيا وجهة النظر الاميركية-“الاسرائيلية” بالنسبة للوضع على الحدود الجنوبية، فضلا عن دور باريس المريب في اطار قوات الطوارئ الدولية، خصوصا بعدما ثبت للعالم اجمع وجود قوة لبنانية رادعة وقادرة على افشال ليس خطط نتنياهو وحسب، بل اخذ الامور الى ما ليس في الحسبان.

 

وفي هذا الاطار، رأت الاوساط “لا يكفي ان يقول حزب الله انه لا يريد توسيع الحرب، بل ان يثبت على الارض قدرته على منع “اسرائيل” من الاعتداء مستقبلا على لبنان، وردع نتنياهو وحكومته عن القيام بأي مغامرة وحتى التفكير في ذلك ، من هنا جاء التأكيد الواضح على جهوزية المقاومة وقدراتها، وهو ما بيّنه عرض صور عملية “الهدهد” بجزئيها الاول والثاني، وكذلك كلام امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، الذي ارسى قواعد جديدة طالت لاول مرة حلفاء “اسرائيل”.

 

وختمت الاوساط بان حزب الله اكد كما ايران استقلالية قراره على المستوى المحلي، بمعزل حتى عن السؤال والتنسيق الواجبين في الامور الاستراتيجية على الخلفية التشاركية القائمة بين الجانبين، فـ لطهران، وهي لا تنكر ذلك، دورها المحوري في مساندة فلسطين ومواجهة “اسرائيل”، وتاليا في صناعة القوة الرادعة لاطماعها في المنطقة