IMLebanon

بحرية الـ«يونيفل» الألمانية تساند العدو

 

 

أعلنت وزارة الدفاع الألمانية أمس أن سفينة تابعة للأسطول الألماني تعمل ضمن بحرية الـ«يونيفل» أسقطت «جسماً طائراً من دون طيار قبالة سواحل لبنان». وعلمت «الأخبار» أن «الجسم» الذي أسقط هو مُسيّرة تابعة للمقاومة كانت تحلّق أول من أمس في أجواء الناقورة انطلاقاً من الجنوب باتجاه فلسطين المحتلة.

ما قامت به بحرية الـ«يونيفل» غير مسبوق منذ تعزيزها عام 2006، إذ لم يسبق أن بادرت القوات الدولية إلى استخدام سلاحها سواء في منطقة عملياتها في جنوب الليطاني أو على الخط الأزرق باتجاه فلسطين المحتلة. وحتى عندما تعرّضت مراكز الـ«يونيفل» لاعتداء إسرائيلي هذا الأسبوع، لم تتصدَّ للدفاع عن مقارّها وجنودها، ما يطرح تساؤلات حول ما إذا كان ما قامت به البحرية الألمانية «بروفة» لمهمة الـ«يونيفل» التي تريدها إسرائيل بعد وقف إطلاق النار في الجنوب.

ومعلوم أن القرار 1701 لم ينص على بند إنشاء قوة بحرية دولية على غرار القوة المعزّزة في جنوبي الليطاني. ولكن، بعد نحو شهرين على انتهاء عدوان تموز 2006 وانتشار قوات الـ«يونيفل» المعزّزة، توصلت الحكومة اللبنانية برئاسة فؤاد السنيورة إلى اتفاق مع الأمم المتحدة يقضي بإنشاء قوة بحرية «تفك الحصار البحري الذي كانت إسرائيل تفرضه على لبنان، وتساهم في مراقبة السواحل اللبنانية ومنع دخول الأسلحة غير الشرعية»، ودعم بحرية الجيش اللبناني والتنسيق معها على غرار تنسيق قوات الـ«يونيفل» مع القوات المسلحة.

 

«بروفة» ألمانية لمهمة الـ«يونيفل» التي تريدها إسرائيل بعد وقف إطلاق النار في الجنوب

 

وتؤكد مصادر مطّلعة لـ«الأخبار» أنه «لا يحق للبارجة الألمانية الراسية قبالة الناقورة إطلاق النار باتجاه المُسيّرة وإسقاطها، إذ إن طاقم البارجة لم يكن في حالة الدفاع عن النفس لأنه لم يتعرض للخطر من المُسيّرة التي كانت في طريقها إلى فلسطين المحتلة ضمن عمليات المقاومة. فضلاً عن أن البارجة لا تقوم بالمثل في حالة عبور طائرات العدو فوقها عشرات المرات يومياً في طريقها لتنفيذ اعتداءاتها على لبنان». إلى ذلك، فإن آلية التنسيق بين الحكومة اللبنانية وقوات الـ«يونيفل» تقتضي بأن «تبلغ قيادة البحرية الدولية الجيش بأمر المُسيّرة وهو بدوره يتولى معالجة الأمر، لا أن تبادر إلى التصرف مباشرة». لكن يبدو أن ألمانيا التي تؤيد حرب الإبادة الإسرائيلية ضد قطاع غزة ولبنان تفي من على الشواطى اللبنانية بتعهداتها لإسرائيل «بمواصلة مساعدتها للدفاع عن نفسها» كما أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس أمس.

ونشرت «الأخبار» تقارير سابقة حول دور رئيسي تلعبه بحرية الـ«يونيفل» في رصد تحركات المقاومة، إلى جانب الرادار الفرنسي الذي نُصب في مقر القيادة في رأس الناقورة لرصد الأنشطة المحتملة في الساحل والبحر. كما جهدت دوريات الـ«يونيفل» طوال الأشهر الماضية على ضبط منصات ومُسيّرات تابعة للمقاومة في منطقة عملها. وعندما كانت تشتبه في أمر ما، «كانت تعطي إسرائيل إحداثيات المواقع المحتلة قبل أن يغير عليها الطيران المعادي كما حصل في رامية وفرون وكفرحمام »، بحسب مصادر «الأخبار».

 

 

اليونيفل تتمدّد بقاعاً؟

شف تعرّض قافلة مساعدات إنسانية لغارات إسرائيلية في بلدة العين البقاعية قبل أيام أن تحركات الجيش اللبناني وفرق الإسعاف والمساعدات في البقاع باتت تستلزم إذناً من الـ«يونيفل» على غرار ما يحصل في الجنوب!

فقد عانت بلدات بعلبك – الهرمل من شبه حصار منذ ٢٣ أيلول الماضي بسبب عدم توجه تجار المواد الغذائية وقوافل المساعدات إلى المنطقة خشية التعرض للقصف. وبعد مراجعة جمعيات دولية والصليب الأحمر اللبناني تبيّن أن هذه لا يمكنها مواكبة قوافل المساعدات إلا بعد التنسيق مع اليونيفل التي تبلّغ بدورها إسرائيل عن الحركة لضمان عدم استهدافها. ويسري ذلك على كل المنظمات المحلية والأجنبية باستثناء مفوضية اللاجئين في الأمم المتحدة التي تهتم بالنازحين السوريين حصراً. وبعدما نسّق محافظ بعلبك – الهرمل بشير خضر والصليب الأحمر اللبناني مع الجيش اللبناني، انطلقت قافلة مساعدات مؤلفة من ثلاث شاحنات من التموين والمساعدات الإغاثية باتجاه بلدات البقاع الشمالي، من دون مواكبة الجيش اللبناني. ولدى وصولها إلى بلدة العين، شنّت طائرات العدو ثلاث غارات بالقرب منها، ما أدى إلى تضرر الشاحنات وإصابة أحد سائقيها، رغم التنسيق المفترض مع اليونيفل.