Site icon IMLebanon

ألمانيا تطمح لملء الفراغ الأميركي والفرنسي 

قبل يومين، حضر عضو لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني رودريش كايسويتر ندوة نظّمها جهاز العلاقات الخارجية في حزب القوات اللبنانية بعنوان «مكافحة التطرف ومواجهة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط». لم تكُن تلبية السياسي «المقرّب جدّاً» من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ومداخلته عن «الهجمات الإرهابية التي تشكّل تهديداً مشتركاً لأوروبا والدول العربية»، وحدها ما دفعه لزيارة لبنان. فقد حرص الرجل على أن تكون على جدول أعماله لقاءات مع مسؤولين لبنانيين لمسوا من خلال حديثه معهم «رغبة في أن تُصبح ألمانيا لاعباً محورياً في دول المنطقة، وفي لبنان خصوصاً». وهذه الرغبة «تدفع برلين في اتجاه هذه المنطقة المضطربة لخلق دور مميز لها، كانت تلعبه بصمت طوال السنوات الماضية».

في حديثه مع مسؤولين لبنانيين، نقل كايسويتر شعوراً ألمانياً «بوجود فراغ دبلوماسي عربي وغربي، ناتج أولاً من عدم اهتمام أميركي بلبنان، باستثناء الشأن الأمني، وتلحق بهذا الفراغ محدودية للدبلوماسية الفرنسية في ما يخصّ التعاطي مع الفرقاء اللبنانيين»، لتجد ألمانيا نفسها أمام «فرصة ذهبية تسمح لها بفرض نفسها على الساحة الداخلية اللبنانية من الباب السياسي والأمني والاقتصادي»، ولا سيما أنها «تشكّل الجسر بين أوروبا وإيران وإسرائيل ولبنان».

وبحسب الأوساط اللبنانية، «ليس تفصيلاً أن يكون وزير الاقتصاد الألماني سيغمار غابريال أول مسؤول غربي بارز يتوجه الى الجمهورية الإسلامية بعد إبرامها الاتفاق النووي مع الدول الكبرى»، ولا يرتبط ذلك فقط «بالعلاقة الاقتصادية الوطيدة بين ألمانيا وإيران»، بل أيضاً «بالعلاقة السياسية بين البلدين». البرلماني الألماني لفت المسؤولين الى «أن ارتباط إيران بأفرقاء رئيسيين في لبنان سيفتح الباب أمام برلين للتواصل مع أصدقاء طهران وتحديداً حزب الله، بعدما اقتصرت العلاقة سابقاً على إدارة عمليات تبادل الأسرى بين الحزب وإسرائيل، إما كوسيط مباشر بنفسه، أو كجزء من مجموعة صغيرة». وشدد على أن «الصداقة التي تجمع بلده بإسرائيل لن تكون عائقاً في وجه ذلك، لأن ألمانيا حرصت دوماً على أن تكون علاقتها جيدة مع الدول العربية المجاورة لإسرائيل، وحزب الله وإيران متفهّمان لتلك الصداقة». أما بالنسبة إلى العلاقة مع باقي الأطراف، فأكد النائب الألماني أن «الاتصالات مفتوحة مع الدولة اللبنانية»، لكن التركيز الأساسي يصبّ في هذه المرحلة على «تقوية الروابط مع الأقليات في المنطقة» و«الانفتاح على الأفرقاء المسيحيين في لبنان». ويبدو ذلك ظاهراً من خلال الحركة السياسية الألمانية. فبعدما قصد كايسويتر معراب، زار نائب الحزب الديموقراطي المسيحي في البرلمان الألماني رودريغ كايزواتر، يرافقه مسؤول العلاقات الخارجية، الرئيس أمين الجميّل في دارته في بكفيا ليؤكد باسم حزبه، الاتحاد الديموقراطي المسيحي «دعم حزب الكتائب».