على درجات حرارة الطقس الملتهبة، وبورصتها، تتحرك الملفات الداخلية. فعلى صعيد رئاسة الجمهورية، مبادرات ومبادرات مضادة، تخفي خلفها نوايا مبيتة، وعلى الجبهة الجنوبية، غليان يرافقه اتساع لرقعة الاشتباك نحو سوريا، قرأه البعض بايجابية، فيما قراه آخرون بسلبية، وسط خشية متعاظمة محلية ودولية من ان تضغط تل ابيب في اي لحظة على زناد الحرب الشاملة فتجرف لبنان ومن فيه وتشعل حربا اقليمية تجهد الوساطات الدولية لمنع اشتعالها.
وبين القراءتين، يكشف دبلوماسي شرقي في بيروت ان تحريك جبهة الجولان، دفع بموسكو الى التدخل، لما لذلك الانهيار من تاثير على مصالحها الاستراتيجية في المنطقة، رغم ان حديثا يتم تداوله عن ابلاغ دبلوماسي روسي رفيع في بيروت قياديا في الثامن من آذار ان السؤال ما عاد حول ما اذا كانت الحرب ستندلع، انما عن موعدها وتاريخها، معتبرا ان فترة ما بين الاول من اب وبداية ايلول خطيرة للغاية، كما سبق واكد اكثر من مسؤول اسرائيلي، ذلك ان تلك الفترة ستشهد التجديد للقوات الدولية جنوب الليطاني، وسيكون من حيث المبدا سفراء الخماسية خارج بيروت.
مصادر مواكبة للاتصالات الجارية اشارت الى ان الساعات الماضية شهدت اكثر من اشارة سلبية بالنسبة للتطورات على المسار اللبناني، ابرزها:
– دعوة المانيا رعاياها للتسجيل في ما يعرف “بلائحة التاهب”، اي التحضير للاجلاء، وهي دعوة تحمل الكثير من المؤشرات، فبرلين عملت على خط الوساطة بين تل ابيب وحارة حريك، وزار نائب مدير مخابراتها الضاحية اكثر من مرة حاملا معه رسائل”غير تهديدة”، وبحسب المعلومات ان برلين كانت في انتظار تحديد موعد لموفدها للحصول على اجابات معينة، الا ان خطوة اليوم دفعة الى طرح الاسئلة حول ما يمكن ان يكون قد استجد، وما اذا كانت الامور قد عادت الى نقطة الصفر. وهل يعني ذلك فشل الاتصالات؟
-موافقة واشنطن على بدء تسليم تل ابيب دفعة من 1500 قنبلة مدمرة في غضون ايام، تستخدم لتدمير الملاجئ والتحصينات والمنشآت تحت الارض، بعدما كانت الادارة الاميركية قد اوقفت نقلها الى مخازن الجيش الاسرائيلي، وهو ما قرا فيه الخبراء استعدادا لعملية ما ينوي الجيش الاسرائيلي تنفيذها.
-تسريبات اعلامية اميركية عن ان وفدا عسكريا اسرائيليا زار واشنطن سرا حيث اجرى سلسلة من الاتصالات مع مسؤولين عسكريين اميركيين في البنتاغون وخارجه، بحث خطط تتعلق بتنفيذ عملية عسكرية في لبنان، اتفق على ان لا تطال ضرباتها البنى التحتية للدولة اللبنانية.
-ارتفاع وتيرة الرسائل الساخنة بين حارة حريك وتل ابيب، وتسليم الطرفين بامتداد جبهة المواجهة الى الجولان وسوريا، وهو خط احمر كانت اسرائيل قد رسمته وبنت جزءا اساسيا من استراتيجيتها عليه، قبل ان تسقطها رحلة الهدهد الاخيرة وما حملته معها من امكانية لاعماء الدولة العبرية، وحرمانها من اي قدرة على التحرك في المنطقة، وافقادها مواردها الاستعلامية بما فيها تلك المرتبطة بايران.
-التمديد لقوات الطوارئ الدولية في منطقة جنوب الليطاني، حيث تتقاطع المعلومات الى ان لا شيئ محسوما حتى الساعة، خلافا لكل ما يتم تداوله، وان الامور مفتوحة على كل الاحتمالات، علما ان الحكومة اللبنانية بادرت الى الاعلان استباقيا، عن التزامها الحرفي والكامل بكل مندرجات القرار، وهو اعتراف يحصل لاول مرة، فضلا عن انه في الظروف الحالية يناسب الحزب الاستمرار في قواعد الاشتباك المعمول فيها.