Site icon IMLebanon

ارحل…

ليس من شك في أنّ دفاع وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف عن بشار الأسد، «لم يكن لوجه الله تعالى»، بل ينطلق من مصالح روسيا في المنطقة..

وكما هو معروف، فإنّ روسيا خسرت العراق الذي أصبح بين أحضان أميركا وإيران.. وهنا السؤال الغريب العجيب، كيف تتلاقى مصالح أميركا، «الشيطان الأكبر» مع مصلحة «الجمهورية الاسلامية» في إيران؟.

صحيح القول البريطاني «في العلاقات الدولية لا صداقات دائمة ولا عداوات دائمة، بل مصالح دائمة..» ولكن من واجبنا، وحقنا أن نتذكر، أنّ الاميركيين احتلوا العراق «بحجة الديموقراطية وحرية الانتخابات»… لكن المفارقة أنّه عندما فاز نائب الرئيس العراقي الحالي اياد العلاوي، اتفقت أميركا مع إيران وجيء بنوري المالكي رئيساً للحكومة… وهذا وحده كاف لإسقاط، بل إلغاء كل الشعارات التي رفعها الاميركيون حول الحرية والديموقراطية والانتخابات الحرّة… ما داموا لم يلتزموا بنتائجها..

التصرّف الروسي يذكرنا، بأنّه عندما استعدت أميركا، بأساطيلها وطائراتها، وحضّرت نفسها لإزالة أسلحة الدمار الشامل، وتلقين الرئيس السوري بشار الأسد درساً لاستخدامه الاسلحة الكيميائية ضد شعبه، توقف كل شيء فجأة، مقابل تسليم الدولة السورية مخزونها من الأسلحة الكيميائية.. وحتى الآن لا تبرير مقنعاً..

لست أدري كيف تتعامل أميركا مع الأمور، وكيف تنظر إليها وبأي معايير، والرئيس العراقي السابق، صدّام حسين لم يثبت امتلاكه «أسلحة الدمار الشامل»، وعلى الرغم من ذلك، قامت أميركا بغزو العراق، واحتلاله وحلت جيشه… ويحصل في العراق ما يحصل جراء ذلك.

نعود الى دفاع وزير خارجية روسيا وإصراره على ضرورة بقاء الأسد ووجوده في أي تسوية… ونحن نفهم أنّ مصلحة روسيا تقتضي ذلك.. ولكن ماذا عن قتل بشار أكثر من 350 ألف مواطن سوري؟ وماذا عن تهجير 11 مليوناً من السوريين؟ وماذا عن تدمير المدارس والجامعات والبنى التحتية؟ وماذا عن تدمير المستشفيات؟ وماذا عن تدمير منازل المواطنين؟ أكل هذا يمر بلا حساب؟!

فعلاً لقد فقد «المجتمع الدولي» كل إنسانية.. إذ كيف يمكن أن يفلت هذا المجرم بشار الأسد، الذي يقتل شعبه يومياً بجميع أنواع الأسلحة، من الحساب، ولا يُقال له: «ارحل… ارحل».