Site icon IMLebanon

التخلص من لبنان تحت ستار التخلّص من المقاومة!

 

التصريحات الأخيرة لوزير الدفاع الحرب الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان، والمواقف العدائية التي أطلقها، ما هي في الواقع أكثر من غناء مسافر مذعور في ليل غابة موحشة! وحملة التهويل التي يشنّها على لبنان دولة وجيشا وشعبا ومقاومة، لا تخدع أحدا، لا الشعب الاسرائيلي، ولا كبار القادة العسكريين في الوزارة التي يتولى مسؤولياتها، ولا كبار أصدقاء الدولة العبرية في العالم، ولا حتى – وهذا هو الأهمّ – كبار أعدائها! وما يخيف اسرائيل. وما يردعها في الوقت نفسه، هو المعايير الاسرائيلية لمعنى الانتصار في الحرب! وهذه المعايير كانت صالحة في زمن مضى، يوم كانت المعركة في مفهوم الجيش الاسرائيلي نزهة في أرض العدو، يدمّر ويقتل وينجز المهمة في أيام معدودة، ويعود سالما وغانما من أرض العدو الى أرض الميعاد مكللا بالغار!

***

التحدّي الحقيقي الذي يواجه اسرائيل وجيشها ومغامريها، ومتطرفيها داخل الحكم وخارجه، ليس في قدرتها على التدمير وإلحاق أكبر كمّية من الأذى بلبنان دولة وشعبا! التحدّي الحقيقي هو في قدرتها على الحيلولة دون وقوع دمار هائل في المدن الاسرائيلية وسقوط أعداد لا تقع تحت الحصر، في أية حرب مقبلة! واسرائيل، وكبار عقولها في السياسة والعسكر لم تجد بعد حلا لهذه المشكلة – اللغز! وكل هذا الصراخ الصادر عن حكومة اسرائيل، ورئيسها بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه أفيغدور ليبرمان، ما هو إلاّ بهدف انتاج حملة دعائية للاستهلاك الداخلي، علّها تعيد نوعا من الطمأنينة الى شعب مذعور تاريخيا، ويوحي له بأن الجيش الذي لا يقهر لا يزال موجودا، وان كان يختبئ في الثكنات، ولا يخرج منها إلاّ للمناورات وليس للقتال!

***

اسرائيل وقادتها العسكريون والسياسيون يرددون اليوم مقولة الهزيمة التي كان العرب يرددونها بعد الحرب الخاطفة عام ١٩٦٧. يقولون في اسرائيل اليوم: انتظرناهم من الشرق، فجاؤوا من الغرب! وكان الخطر في نظر اسرائيل يأتي يومها من البوابة الشرقية وحارسها صدام حسين، وامتدادها في القلعة السورية وحاميها حافظ الأسد. والتآمر الأميركي – الدولي قضى على هذين العدوين لاسرائيل، ولكن تكتشف اسرائيل اليوم ان الخطر الحقيقي جاءها من غرب البوابة الشرقية… من لبنان كما تزعم! وفي اسرائيل كما في الولايات المتحدة الأميركية، تقول مرجعيات مسؤولة كبيرة أو صحف واسعة الانتشار ناطقة بالعبرية، ان من يحرّض هو نتنياهو، ، وان من يستمع الى التحريض ويستجيب له هو المهرّج التلفزيوني في البيت الأبيض… الرئيس دونالد ترامب!

***

بعد سلسلة الصدمات والخيبات التي مني بها في حروبه ضد لبنان بهدف القضاء على المقاومة، لعلّ لوثة الجنون في عقل نتنياهو توحي له اليوم بأن الحلّ هو في اقناع ترامب بأن يتولى التخلص من لبنان تحت ستار وعنوان التخلص من حزب الله! وهكذا تصبح ايران – في نظره – دون أنياب ولا مخالب!.. ولكن يبدو ان قضية السلام في العالم وفي المنطقة هي أكبر بكثير من ان تترك بين أيدي اثنين من المهووسين بالدم مثل ترامب ونتنياهو!.. ولكن في أميركا والعالم وحتى في اسرائيل، عقول أخرى أكثر نضجا!