إنتقلت همروجة دعم النائبة العامة الإستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون، من شوارع العاصمة اللبنانية بيروت إلى شوارع مونتريال في كندا الأبيّة، إذ رفع فوق مبنى عائد لمنسقية هيئة التيار الوطني في كندا ملصق بالأبيض والأسود كُتب عليه بالخط العريض Je suis Ghada Aoun ولمن لا يجيد الفرنسية يمكنه قراءة الترجمة بخط عريض أيضاً. أنا غادة عون. وما يلفت أن ملصقاً آخر، على واجهة المبنى نفسه يعرض المبنى للإيجار ما يذكر بنكتة غارابيت الذي أرسل نعياً لوالده لينشر بالجريدة فقيل له يمكنك إضافة كلمتين ضمن السعر المحدد فطلب أن يكون النعي على هذا الشكل “غارابيت ينعي والده ويصلّح ساعات”.
كندا ملجأنا.
كندا مُنانا.
كندا بيئتنا الحاضنة.
كندا بلدنا الثاني متى هجّرنا تحرير أو تعطيل أو زمن رذيل.
وكندا المتسامحة المنفتحة تتسع لكل شرائح المجتمع اللبناني المهجّر ولكل تناقضاته وتلاوينه ومنها: البرتقالي والأحمر والأزرق والفستقي والأخضر… وحتى الأصفر، من البديهي أن يتسع أحد أسطح مونتريال لمحبي القاضية المثيرة للجدل والشغب. اليوم رفعوا أنا غادة عون. غداً “أنا السيستر أغنيس لحّام، بعد غد Je suis G.B. المهم ألّا يعترض المستأجر الجديد على كل هذا الثقل النوعي المتبدّل فوق رأسه. للجادين هناك رقم موبايل لبناني. أتصلتُ لأستفسر إذا عقد الإيجار بالليرة أو بالدولار الكندي لم يرد صاحب الرقم.
ماذا تعني عبارة “Je suis Ghada Aoun” لمطلقيها؟ وقبل “شارلي إيبدو” لم تدرج عبارة Je suis… على ألسنة اللبنانيين وعلى صفحات الفيسبوك وإنستغرام.
تعني أنا من عشاق الإستعراض التلفزيوني.
أنا ما عندي كبير إلّا الجمل.
أنا أؤيّد بعبع الفاسدين المرتشين السارقين الناهبين مصاصي دم الشعب.
أنا جزء من المزاج الشعبوي العام.
أنا ضد المدعي العام السنّي.
أنا مع الحداد الفرنجي ضد الحداد العربي.
أنا الإيمان الساطع يا بحر الليل.
أنا من المعجبين بالمفتش كولومبو.
أنا مع القوة التي لا تقهر.
أنا خرطوش فرد الريسة، وقنينة أوكسيجينها.
أنا معِك وإلك حتى ترجعيلنا كل دولار وكل فرنك فرنسي.
أنا بيسحقوني وما بياخدوا منها الداتا.
أنا سيف العدل والدولة.
أنا قالوا عني مجنونة قد ما بحبِّك يا عيوني.
أنا غاضب إذاً انا موجود.
أنا عوني على رامي عليق على فولكلور.
أنا مش فارقة معي حدا.
وتعني أخيراً وأوّلاً، أنا الحق والحقيقة ونور المشرق.
أنا عون بلبنان وبكندا كمان.