Site icon IMLebanon

فضائح قضاء العهد

 

 

في وقت قد يكون فيه العالم تجاوز محنة اندلاع الحرب العالميّة الثالثة بواسطة الجيوش والصّواريخ  بعدما سحب الدبّ الرّوسي وحدات حشدها على الحدود الأوكرانيّة وأعادها إلى قواعدها، يبدو أنّ الحروب بإمكانها أن تندلع بأشكال أخرى، إذ تعرّضت مساء أمس وزارة الدفاع الأوكرانيّة وعدد من البنوك لهجوم الكتروني.. في هذا الوقت الذي كان العالم فيه مستنفرٌ كان مجلس الوزراء اللبناني محتاج لرفض الثنائي الشّيعي خطّة وزير الطّاقة وليد فياض الذي ينوي تحميل جيب المواطن اللبناني زيادة تكلفة سعر الكهرباء التي تزور منازلنا بمعدّل ثلاث ساعات إنّ كنّا من أصحاب الحظّ السّعيد. والوزير الذي دعا إلى التفاؤل لأنّه “متفائل بإقرار الخطّة” وزّعها على الوزراء باللغة الإنكليزيّة فتمّ تأجيل مناقشتها إلى حين توزيعها عليهم باللغة العربيّة!

 

فيما كان العالم ينجو من حرب عالميّة ثالثة كانت قاضية العهد تورّط الدّولة اللبنانيّة وتقطع حبل إنقاذ لبنان مع صندوق النّقد الدّولي، فالقاضية التي تنفّذ تعليمات وزير القصر تورّطت إمّا عن قصور وعدم معرفة وفهم لواقع الحال اللبناني وإمّا عن سابق تصوّر وتصميم بفضيحة جديدة، إذ في وقت صندوق النّقد الدّولي يعتبر حاكم البنك المركزي رياض سلامة جهة موثوقة يتفاوض معها لإنتشال الدّولة اللبنانيّة من إفلاسها وليقدّم للبنان بضعة قروض تنقذه من جهنّم التي غرق في قعرها بفضل العهد وصهره المصرّ على إزاحة الحاكم رياض سلامة حتى لو كلّف الأمر أن يخسر لبنان آخر خرطوشة إنقاذ يتمنّى أن يجود العالم عليه بها، ما شاهده اللبنانيّون بالأمس استعراض آخر للقاضية التي “تلبط” الأبواب برجلها وتفرض قضاء وقانوناً تفصّله على قياس العهد وصهره وليّ النِّعَم! ما شاهدناه بالأمس يؤكّد أنّنا أمام دولة ميتة تتحلّق حول جثّتها الدّول وتقلّبها يميناً وشمالاً متسائلة هل هذه دولة أو مزبلة؟ علّها تتأكد أنّ هذه الدّولة تحسّ شيئاً أو لعلّها تستيقظ من نومة أهل الكهف، ولكن عبثاً تحاول هذه الدول!!

 

بلغت الأمور مستوى غير مسبوق من الجنون يدفع دول العالم إلى صرف النّظر نهائيّاً عن مجرّد تصديق فكرة أنّ هناك شيئاً قابلاً للإصلاح في هذا البلد، وستجعل من يزال يصرّ فيهم على المحاولات اليائسة على أمل الإنقاذ فيرسل وزيراً من هناك ومبعوثاً من هنالك، يصرف النّظر عن دولة كلّ ما فيها أرعن، وسيكتشف هؤلاء أنّهم لا يلقون أذناً واعية فكلّ واحد من المسؤولين الكاذبين يروي لهم رواية يكذب بها على الشعب اللبناني خصوصاً رواية القبض على حاكم المصرف المركزي وسوقه أمام قاضية العهد لتحقّق معه، ثمّ تعلن توقيفه ليعلن العهد لاحقاً أنّه وجّه ضربة قاضية وربح معركة محاربة الفساد!!

 

أمام هكذا فضيحة ماذا سيتصرّف صندوق النّقد الدّولي إزاء لبنان؟ هذه دولة بالكاد تستحق أن توارى في الثّرى إكراماً لها، ارحموا لبنان وارحموا العالم من توالي فضائحكم على الملأ… ارحمونا واستتروا من هذه المعاصي المنكرة التي ترتكبون صغائرها وكبائرها!