مشهد صفق القاضية المطرودة من العمل يدها على رجلها بعد إبلاغها خبر “صرفها من الخدمة” ذكّر كثيرين بأّنّ عدالة السّماء أقوى بكثير من استقواء غادة عون وتسبّبها في موت ميشال مكتّف حسرةً من عدالة بعض القضاة المغشوشة والمرتهنة لمن يعيّنوهم في مناصبهم، عندما رفضت غادة عون قرار مجلس القضاء الأعلى في شهر آذار من العام 2020 بتعيينها مستشارة في محكمة التمييز لم يكن ليخطر لها حتى في أسوأ كوابيسها أن تكون هذه هي نهايتها الطّرد من الخدمة، من يتذّكر اليوم الأخذ والردّ الذي طاول تعيين القاضية غادة عون في منصب مدّعي عام جبل لبنان العام 2017 على يدِ سليم جريصاتي وزير العدل “العوني”، ربّما لم يخطر لمن عيّنها أو فرض تعيينها ولا لمن أوعز إليه ولا هي نفسها في منصبها أنّ المجلس التأديبي للقضاء سيطيح بها بعد وقت قصير من طيران خيمة ميشال عون وجبران باسيل وعهدهما من فوق رأسها، غادة عون أقبح نموذج لما ظلّ التيّار العوني يتشدّق به من أكاذيب منذ العام 1988 منذ حرب التحرير إلى حرب الإلغاء إلى “الإصلاح والتغيير” البرتقالي، وهي أقبح نموذج لقاضٍ يدّعي الشّرف لم نشهد قبلها ولن نشهد بعدها مثيلاً لها قاضٍ ينزل بنفسه يلبط برجله أبواب المكاتب ويحمّل أجهزة وملفات كاللّصوص، إذا كانت هذه قاضي فكيف الخارجون على القانون!!
“الشعب المجوي”، بالأمس وصمت غادة عون الشعب اللبناني بـ “الشعب المجوي” وخرجت تغريدات رفقائها العونيّين من الإعلاميّين لمؤازرتها وتبرير قولها بأنّها لم تقصد الشعب اللبناني هي قصدت الفاسدين! إسمحوا لنا هذه اللغة ليست بجديدة على مسامعنا، هذه لغة المدرسة العونيّة التي قالت عنّا مرّة “الشّعب البندوق” ومرّة أخرى قالت “الشّعب الطزّ”، هذه هي لغة وثقافة المعجم العوني الذي لم تشهد الحياة السياسيّة اللبنانيّة مستوىً منحدراً في الخطاب السياسي منذ دخلت عليه هذه اللغة وهذه المدرسة الغوغائيّة التي تمارس ثقافة “الفاجر أكل مال التّاجر”، وقد وجدت ضالّتها في مدرسة حزب الله والبعث وجمهورهما ولغتهم “المجويّة”!
لا نعرف إلى متى ستستمرّ بقايا مدرسة ميشال عون في الحياة السياسيّة بلغتها ومفرداتها النافرة والتي نكّدت على اللبنانيين عيشتهم منذ عودتها المشؤومة من باريس، كانت المشكلة في أنّ ميشال عون يرى في نفسه “إلهاً” إنما بعيب صغير فقد كان “إله” عقله “طزّ”، هل تذكرون قبل عامين عندما هدّد رئيس الجمهوريّة السّابق أنّه أبلغ “المعنيين أنه سيرسل الحرس الجمهوري في حال تمّ المسّ بالقاضية غادة عون”؟! في مشهد الأمس كانت غادة عون “ذليلة” عارية من الغطاء العوني، بضعة أفراد يصفقون ويهوبرون لها، هي نهاية مخزية لأي قاضٍ هذا في الدّنيا أمّا في الآخرة فأظنّها ستقابل ربّها بذنب قتل ميشال مكتّف ظلماً وافتراءً.
انتهت المغامرة المجنونة لغادة عون عام 2021 كتبنا في هذا الهامش أنّ غادة عون “لم تحسب حساباً لآخرتها “القضائيّة” بعد نهاية هذا العهد ورحيل ساكن القصر عنه وفشل كلّ محاولاته التي قادت لبنان وشعبه إلى جهنّم من أجل توريث صهر العهد الرئاسة وهي لم تُحسن تقدير عاقبة ما تقوم به خصوصاً إذا ما تمّت مقاضاتها لاحقاً من كلّ من تضرّروا منها وبينهم مجلس القضاء الأعلى الذي عصت أوامره وقراراته وأساءت لهيبة القضاء والقضاة في لبنان الأمر الذي سيحوّلها لاحقاً أمثولة لأيّ قاضٍ يفكّر بالخروج على القانون، فترميم صورة القضاء وتقطيب جروح هيبته سيحتاج زمناً لينسى اللبنانيّون مغامرات غادة عون ومداهماتها الخارقة! انتهينا، لقد شاهدها “الشّعب المجوي” بالأمس تغادر “مطرودة ذليلة” والقضاء طوى صفحة رديئة في تاريخه!