وجدت عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائبة الدكتورة غادة أيوب أن “ما قبل خطاب السيد حسن نصرالله الأسبوع الفائت غير ما بعده، كما أنه بعد الجريمة التي ارتكبها العدو الإسرائيلي في الجنوب عصر الأحد الفائت، تغيّرت المعطيات وتسارعت الأحداث وتبدّلت قواعد الإشتباك”، مشيرة لـ ” الديار” إلى أن “الخطاب المقبل للسيد نصرالله سيكون مختلفاً، وذلك على خلفية استهداف “إسرائيل” للمدنيين، والتي سقط بنتيجتها 4 شهداء ثلاثة منهم من الأطفال الأبرياء في جنوب لبنان، من هنا، فمعادلة مدني ضد مدني ستؤدي بالوضع في الجنوب إلى معطيات أخرى، وقد بدأنا نسمع تحركات داخلية معينة في لبنان، تتّجه إلى إجراء المزيد من الإتصالات لتحييد لبنان”.
ورأت أن “الأمور تتّجه بسرعة إلى جرّ لبنان إلى حرب ليس بإمكانه تحمّل تداعياتها، فالوضع اليوم في غاية الخطورة بعدما تبدلت الأمور على الأرض في الجنوب وتوسّعت الإشتباكات، ولم تعد ضمن قواعد الإشتباك، ودخلت في المحظورات”. وأشارت إلى أن “إسرائيل تدفع نحو الدخول في الحرب على جبهتها الشمالية، وبعد جريمة عيناثا واغتيال المدنيين يُطرح السؤال عما ينتظرنا في الأيام القليلة المقبلة”.
وما إذا كان لبنان جاهزاً للحرب في هذه المرحلة، قالت: “أبداً لبنان ليس جاهزاً، وكل التدابير والإجراءات التي أعلنتها الحكومة والتي أتت لعرضها أمام المجلس النيابي، كانت خلاصتها ما صرّح عنه الرئيس الياس بو صعب، أن لبنان غير جاهز لا مالياً ولا اقتصادياً لتنفيذ هذه الخطة. من هنا، نحن أمام واقع في غاية الخطوة، فلبنان غير مستعدّ وغير قادر على الإستمرار، وهذه الخطة كلها مبنية على الأمم المتحدة ووكالات الأمم المتحدة، والوكالات الأجنبية والمنظمات غير الحكومية لمساعدة لبنان، لأنه كما نعرف لا تمويل لهذه الخطة من قبل مصرف لبنان، ولا تمويل من قبل الموازنة أو المالية لأن لا أموال، وبالتالي كل الأموال بالعملة الأجنبية علينا الإتكال على الدول الخارجية بتمويلها. وهنا السؤال، هل إذا تم جرّ لبنان إلى هكذا معركة سوف يهبّ الغرب لمساعدته، لا أحد لديه إجابة على هذا السؤال”.
وعما إذا كنا أمام إعادة رسم المنطقة، لفتت إلى أن “هناك من يُشبِّه أحداث 7 تشرين بأحداث 11 أيلول، والتي أدّت إلى تغيّرات جذرية في المنطقة على إثرها، واليوم أحداث 7 تشرين ستغيِّر المشهد في المنطقة، بعدما كنا بدأنا نشهد شبه اتفاق إيراني ـ سعودي، وتداعياته إيجابية على استقرار المنطقة وعلى صعيد اليمن ولبنان والعراق وغيرها من الدول، ولكن للأسف كما تسارعت الأمور إلى الأسوأ تبين وجود عملية خلط للأوراق، وأيضاً عملية خارجية”، مشيرة إلى أنه “عند صراع الأمم والدول، علينا أن نحفظ رأسنا، من هنا ننادي كتكتل الجمهورية القوية، بأهمية تطبيق الـ1701، لأنه بنظرنا لا شيء بإمكانه حماية الجنوب اللبناني وكل لبنان”.
وعما ينتظر اللبنانيين مستقبلاً، دعت كافة الكتل النيابية والأحزاب السياسية إلى “التنبّه للخطر المحدق بالهوية اللبنانية، وعدم وجود رئيس جمهورية، وتغييب كافة القيادات المسيحية في الدولة اللبنانية، كموقع قيادة الجيش في كانون الثاني المقبل”، متسائلة “ما إذا كان هذا التغييب متعمّداً لأنه لم يبقَ في هذه الجمهورية إلا المجلس النيابي الذي يتمتع بالشرعية، فالحكومة مستقيلة أصلاً وتصرِّف الأعمال، ولا رئيس للجمهورية، وحاكم مصرف لبنان بالإنابة، وبعد فترة لا قائد للجيش ولا مدعي عام تمييز، فكل السلطات الأساسية في البلد ستصبح شاغرة بعد فترة قصيرة، وهنا تكمن علامة الإستفهام عما سيتغيّر”.
ودعت ايوب إلى “الإسراع في انتخاب رئيس الجمهورية في هذا الوضع الخطير والمصيري، أو أقلّه التصدي لأي مشروع قد يخفي فرض مرشح معين أو مقايضة معينة يقوم بها النائب جبران باسيل في خضم هذه الأزمة”.