Site icon IMLebanon

تساؤلات حول التماسك الداخلي.. و«الثورة»!

 

لهذه الأسباب استقالت عيد من «سبعة»

 

إنه الامتحان الثاني لحزب «سبعة» الفتيّ مع استقالة الأمينة العامة غادة عيد بعد ذلك الذي مرّ به قبل نحو عامين مع إقالة هذه المرة القيادية فيه بولا يعقوبيان بعد وصولها الى الندوة النيابية وخروجها عن سيطرة الحزب!

 

منذ تأسيسه، أراد الحزب تقديم صورة مغايرة عن الأحزاب القائمة، ليظهر بصورة حداثية تحاكي أحزاب الدول الديموقراطية. وبعد انطلاقة صاخبة وسط اهتمام إعلامي كبير وضع الحزب تحت المجهر والضغط لتقديم ما هو جديد، واجه الحزب صدمته الاولى مع استقالة يعقوبيان التي ساهم على الأرض في وصولها الى المجلس النيابي.

 

تمكن المؤسسون من تجاوز عقبتهم تلك سريعا عبر فصل يعقوبيان التي كانت عملت سريعا فور وصولها الى البرلمان على توسيع مروحة حركتها خارج إطار «سبعة» ما ولّد الشقاق الأول في الحزب.

 

.. ومع تجاوز تلك الحادثة، أعرب الأمين العام للحزب جاد داغر عن عدم رغبته في تجديد ولايته مع أنه حق له، واستقر الرأي على تسلم غادة عيد للمنصب العام الماضي.

 

«أسَّستُ للثورة»

 

والواقع أن فترة عيد حفلت بالتحديات والمصاعب وأهمها انطلاق حراك 17 تشرين الأول. علما أن الحزب سبق تلك الانتفاضة ومهدت لها قبل انطلاقها وقد كان لعيد بصماتها على إرهاصات الحدث، وهي تؤكد لـ«اللواء» أنها أسست أيضا لانطلاق ما عرف بـ»هيئة تنسيق الثورة» التي اشتهرت في الأسابيع الأولى لـ»الثورة».

 

ومن أسف «سبعة» وعيد أن الحزب تعرض خلال مرحلته الأصعب منذ التأسيس، لهجمات كبيرة بدا مقصراً في الدفاع عن نفسه ضدها نظراً لضخامتها وجاء بعضها من حلفاء الصف المفترضين ف «الثورة» حتى اتهمه البعض باتباع أجندات خارجية غربية، لكن عمل الحزب الناشط على الأرض جعله يُسكت الكثير من تلك الأصوات في ظل تصاعد «الثورة» وبروزه ركنا أساسيا فيها رغم حداثة عهده في السياسة وغلبة العنصر الشبابي المتحمس لكن غير المتمرس فيه.

 

ونتيجة قلّة الخبرة هذه تعثر الحزب في مسائل عدة كان أهمها تنظيم النفس والحفاظ على كوادره وعناصره. فالحزب الذي تمكن يوماً من اقتحام المجلس النيابي قبل أيام من «الثورة»، وتجرأ على رفع الصوت لإسقاط رئيس الجمهورية وتجمهر مراراً على مقربة منه رافضاً المنظومة السلطوية بكاملها، وجد نفسه في خضم أعمال عنفية إرتكبها مناصروه ضد السلطة، وبدأ وهجه يخفت مع فقدان المُنتمين إليه نتيجة ما يشير إليه البعض بعدم التماسك الداخلي.

 

لستُ يعقوبيان

 

طبعا، يُسجل للحزب دوره في تثوير الشارع وراديكاليته ورفضه الحلول الوسطى، لكن استقالة عيد عكست مناخاً ليس صحياً داخل التنظيم وهو قد يكون انعكاسا لما آلت إليه الانتفاضة نفسها. بالنسبة الى عيد، هنا بالذات يكمن السبب وراء استقالتها وتقول لـ«اللواء»: المرحلة تتطلب تضافر الجهود وتوحيد مجموعات الثورة وأرى أن العمل خارج الإطار الحزبي يفيد أكثر مع إطار أوسع وأشمل. وتضيف أنها تيقنت أن الناس تفتقد ثقافة تقبل الأحزاب الجديدة.

 

بهذه الكلمات تلخص عيد أسباب ابتعادها عن «سبعة» الذي تقول إنه تعرض لهجمة كبيرة، وهي تخاطب هؤلاء المهاجمين من الثوار متسائلة: إذا كانت مشكلتكم مع «سبعة»، لما لا تتحدون كثوار؟

 

ترفض القيادية المستقيلة مقارنة ما قامت به بموضوع يعقوبيان. «حاولت كثيراً منذ سنة وأسعى اليوم الى لم الشمل ولن أتخلى عن الثورة وأنا باقية فيها لكن بدور مختلف».

 

داغر: إنتخابات شاملة

 

تُقيّم عيد بإيجابية موضوع «سبعة» وتشدد على حداثته التي سيكون من الطبيعي معها مواجهته للعثرات، ومن جهته، يشير جاد داغر، الرجل القوي في الحزب والأمين العام الأول له، لـ«اللواء»، الى أن الاستقالة لا تشكل مفاجأة «فقد كانت مُتوقعة داخلياً». وهو يلفت الانتباه الى أسباب شخصية وراء استقالة عيد التي شعرت بالإحباط من واقع «الثورة» التي لم تعد تسير تصاعدياً كما أمل الجميع.

 

سيدخل الحزب في مرحلة انتقالية تحضيرية لن تطول كما يشير داغر الذي يشغل رئاسة المجلس التشريعي في الحزب، وقد تتخذ أسابيع في سبيل التحضير لانتخابات داخلية من اجل انبثاق هيئة تنفيذية جديدة وما هو أوسع أيضاً عبر انتخابات داخلية مُوسعة.

 

وبغض النظر عن أية انتخابات جديدة، فإن الحزب أمام تحدي النهوض مجددا والتمكن من جذب الكفاءات بعد بروز منافسين أقوياء على ساحة الثورة وبعضهم ولد معها، وثمة تساؤلات حول غياب قيادات مؤسسة وبارزة مثل يعقوبيان وعيد ومعهما على سبيل المثال لا الحصر فيكي وربال زوين وهم جميعا مؤسسين وغيرهم، إضافة الى ابتعاد واعتكاف آخرين.

 

وقد مثّلت عيد البديل المثالي ليعقوبيان لملء الفراغ الذي أحدثته النائبة في البرلمان، لكن الأولى «وهي الإعلامية البارعة في مجالها لم تبرع أيضاً في التنظيم ورفد الحزب» على حد تعبير أحد المؤسسين مالك مولوي لـ«اللواء». وفي جعبة مولوي الكثير من الانتقاد للأداء الداخلي وخاصة لجهة افتقاد منتسبي «سبعة» للـ»تكدير» الحزبي ما يفسر انفضاض البعض منهم عن الحزب بعد ان وصلوا سريعا الى المناصب فكان أن غادروها سريعا أيضاً!

 

لا خلافة قريبة

 

يؤكد من هم في الحزب أن لا دخل لا للعامل السياسي في ما يحدث، وهم يشددون على أن عيد كانت تتمتع بكامل صلاحيات منصبها. لكن البعض يهمس بأن عيد غادرت الحزب بعد بروز مطالبات داخلية بمحاسبة الأمانة العامة والهيئة التنفيذية الأمر الذي أثار امتعاضها. لكن القيادية المستقيلة تتناول رفاقها السابقين في الحزب بإيجابية وهو شأن من هم في الحزب تجاهها، ولعل التنسيق سيستمر بين الجميع في مرحلة ستكون مغايرة بالنسبة الى «الثورة» بعد نحو ثمانية أشهر على تفجرها. أما بالنسبة إلى من سيخلف عيد، فإن من المبكر الحديث عن ذلك، وسيطول الوقت قبل اختيار الخلف لها!