وفكرها وروحيّتها مطلوبة اليوم أكثر من أيّ وقت مضى
على الرغم من مرور 19 عاماً على تأسيسها وغيابها كتنظيم وإدارة وتجمع سياسي، فإن حركة 14 آذار، ولو افترقت مكوناتها السياسية والحزبية، لم تغب عن المشهد السياسي من حيث الأفكار والثوابت، بحيث يلاحظ النائب في كتلة “الجمهورية القوية” غسان حاصباني، “ما بقي من حركة 14 آذار هي الثوابت كتطبيق الدستور اللبناني بشكلٍ كامل، والتمسّك بسيادة لبنان على كل أراضيه”، ويقول لـ “الديار” أن “هذه المبادىء، وبغضّ النظر عن واقع الهيكلية التنظيمية التي نشأت بحركة 14 آذار، هي التي بقيت إلى اليوم”.
ويشير الى ان “الحركة نشأت عن مبدأ سيادة لبنان، والثوابت التي أعلنتها ما زالت موجودة عند الأركان السياسية التي انخرطت بالحركة التنظيمية، وهي ليست حزباً سياسياً أو منظمة أو مؤسسة، بل هي فكر وثوابت مطلوبة اليوم أكثر من أي وقت مضى، وتتجسّد في الكثير من النشاطات والتحركات الشعبية التي حصلت في السنوات الماضية وخلقت دينامية جديدة لرفض أي شيء من خارج السيادة اللبنانية ورفض أي شيء ممكن أن يدمّر هذه السيادة”.
وعن تأثير غياب الإطار التأسيسي وإمكان عودة هذه الحركة، يؤكد إن “فكر 14 آذار لم يذهب ليعود مجدداً تحت مسمى جديد، بل هو موجود ويمكن إطلاق اسم 14 آذار عليه أو “ثورة الأرز” التي أسست لهذه الحركة التي دعت إلى تطبيق القرارات الشرعية الدولية، علماً أنها كانت تجمّعاً لأحزاب وحركات سياسية، وأدت واجبها في وقت من الأوقات. ولكن هذا لا يعني أنه إذا كان التجمع السياسي غير قائم، فإن الفكر السياسي الذي أرساه هو غير قائم، فالثوابت لا تحتاج إلى أمانة عامة أو إلى تنظيم سياسي، بل من الممكن أن تقوم عدة أحزاب وعدة أطراف سياسية، بالعمل في الإتجاه نفسه ومن ضمن هذه الثوابت ومن المهم أنها ما زالت مستمرة”.
وعما أدى إلى إلغاء 14 آذار؟ يجيب إن “هذه الحركة لم تؤسس لكي تلغى، ولكن لم يعد هناك بنية إدارية بل كانت في ذلك الوقت تقوم بإدارة تجمّع أو حركة سياسية وذلك لعدة أسباب، فقد سجلت اختلافات في وجهات النظر وفي الأمور الإدارية وليس بالثوابت، وعلى سبيل المثال في طريقة الإدارة وفي مقاربة بعض الملفات المالية والإقتصادية وغيرها والتي أخذت بعض الأحزاب والتيارات التي كانت موجودة في التجمع في 14 آذار، إلى تموضع مختلف وإلى تحالفات مختلفة وإلى مقاربات مختلفة وأولويات مختلفة، ولكن الثوابت السياسية والسيادية لفريق 14 آذار، لم تتفكك وما زالت موجودة عند كل مكوناتها كتنظيم إداري”.
وحول ما إذا كانت نتائج 14 آذار على مستوى التضحيات التي قُدمت، يؤكد “إننا نركّز على 14 آذار وفي مقابلها 8 آذار، ولكن 8 آذار ليست منظمة ولا أمانة عامة لها أو أمانة سر أو أي تركيبة إدارية، وهي على نقيض حركة 14 آذار، التي بقيت عند كل مكون من مكوناتها بشكل منفرد أوبشكل مجتمع عند الذين ما زالوا يتناغمون بعضهم مع بعض”.
وحول ما حقّقته 14 آذار يرى إنها “أسست لثورة تشرين 2019 لأن الثوابت التي نشأت عليها ثورة الأرز، وبغضّ النظر عن بعض المكونات التي أخذت مقاربات إدارية ومالية وسياسية مختلفة، استمرت في ثورة 17 تشرين ولا تزال مستمرة ولم تفشل أو تتوقف، بل هي عمل تراكمي ومستمر ولا يتوقف، ولذلك التضحيات لم تذهب هدراً لأنها أدت الى نتائج وسوف نستتبعها”.
وعن احتمال عودة لبنان الذي أسّست له “ثورة الأرز”، يجيب حاصباني بأن “لبنان ليس بعيداً عن ثوابت 14 آذار، رغم حصول نكسة في الوضع الحالي وحصول أخطاء في الممارسة من قبل بعض الفرقاء، لأن هذا لا يعني نهاية الفكرة والحركة كون الثوابت التي قامت عليها وأبرزها بناء الدولة، هي الأساس وإن كان البعض لم يستطع أن يكمل هذه العملية”.