يكشف عضو كتلة “الجمهورية القوية” ونائب رئيس الحكومة السابق النائب غسان حاصباني، عن ” تفعيل العمل على خط لقاءات الخماسية”، ويلفت لـ “الديار” إلى “أن الرسائل التي تُعلن في الإعلام، توحي وكأن لا حماسة من قبل الثنائي الشيعي للحديث اليوم في ملف الاستحقاق الرئاسي”. ويؤكد أن “لبنان تم إدخاله في الحرب التي تختلف حدّتها مع الوقت، فيما يبقى الجنوب في حالة حرب دائمة، هجّرت الجنوبيين وبدأت كلفتها الاقتصادية تتظهّر بشكل واضح، فيما السؤال المطروح هو ما إذا كنا سننتقل إلى مرحلة تتوسّع فيها العمليات العسكرية”.
ويلاحظ “أن كل المؤشرات تقول انه يتم جرّ لبنان إلى تصعيد، بنسبة أكبر من الحركة الحاصلة على خط التهدئة، مع أن هناك نية غربية وأميركية تحديداً بالعمل على التهدئة، ولكن لا يبدو أن “الإسرائيلي” يعتزم التهدئة فيما لو استمرّت إشكالية شمال “إسرائيل”، وبالتالي فإن ميزان التصعيد يبدو أنه طاغٍ على ميزان التهدئة إن داخلياً أو من الجهة الأخرى”.
وحول وجود رابط بين الانتخابات الرئاسية وتجنيب لبنان الحرب، يقول أنه “لا يجب أن ننسى أن هناك مصلحة للجميع في تجنيب لبنان هذه الحرب، وليس من المطلوب أن يقبض أي طرف ثمن ذلك، لكن السؤال هنا ذو شقين: هل يتم العمل على تجنيب لبنان الحرب؟ أم أن القرار ليس حتى في لبنان؟ أما الشق الثاني فهو أن هناك فارقاً بين تجنيب لبنان الحرب وعقد صفقة لتأمين استقرار أو حماية شمال “إسرائيل” من قبل من يدخل في هذه الصفقة، مقابل مكاسب معينة يحاول البعض أن يحصل عليها، وهذان المساران هما موضع تدقيق. علماً أن الإيجابية الوحيدة هي تجنيب لبنان الحرب، إضافة إلى نواحٍ سلبية أخرى”.
ويؤكد أن قرار التهدئة الذي يأتي من خارج لبنان قد يتحوّل إلى قرار بالتصعيد في أي لحظة، وقرار المساومة على حماية شمال “إسرائيل” قد يأتي أيضاً على حساب لبنان، وفي الحالتين قد تكون الأمور ناتجة من معطيات خاطئة، بينما السبب الرئيسي والمعطى الحقيقي الصحيح يجب أن يكون تجنيب لبنان الحرب، وخصوصاً أن موقعه الجغرافي يجعله في منتصف خط الزلازل في المنطقة من أوكرانيا وحتى باب المندب، حيث المواجهة والحصار”.
وكأن الرئاسة تنتظر الميدان؟ يجيب: “لا يجب أن تنتظر الرئاسة الميدان، لا بل العكس تماماً هو ما يجب أن يحصل، لأن من يؤخِّر الملف الرئاسي هو الذي يحاول أن يستغل الميدان في الرئاسة، وإذا كنا نريد تحييد لبنان عن المواجهة الإقليمية، علينا البدء بإجراء الانتخابات الرئاسية لتشكيل سلطة تنفيذية مكتملة الأوصاف والقدرات لكي تستطيع تفادي الحرب وتدافع عن لبنان في المحافل الدولية، لأن لبنان غائب عن كل طاولات المفاوضات في غياب السلطة التنفيذية، لأن اللقاءات التي تحصل مع كل الموفدين لا تتم مع الدولة اللبنانية، بل مع جهات محددة. فالدولة اللبنانية اليوم مغيّبة عن دول القرار وعن قرار الحرب والسلم، وبالتالي فإن الخطوة الأولى لتحييد لبنان عن الصراع الإقليمي هي بانتخاب رئيس جمهورية، وأنا أعارض حصر الصراع بغزة، لأن غزة قد تم إدخالها في الصراع الإقليمي، وقد تم استغلال غزة وشعبها في هذا الصراع، ومن ثم إدخال الدول على خط هذا الزلزال الإقليمي”.
وعن موقف “القوات اللبنانية” من ملف الحوار الرئاسي، يؤكد حاصباني أن الموقف واضح وهو رفض سحب الملف الرئاسي من التداول الديموقراطي وفق الدستور إلى التداول خارج المجلس النيابي، والذي يؤدي إلى التأخير في إنجاز الاستحقاق وإلى المماطلة فيه أكثر، وما نلحظه اليوم هو المزيد من محاولات تأخير الانتخابات، لأنه إن كانت هناك جدية، فيجب أن تترجم في المجلس النيابي، وليس أن يكون المجلس هيئة مصادقة على قرار يُتّخذ خارجه، وجلسة التمديد لرؤساء الأجهزة الأمنية كانت خير دليل على المشاورات التي تحصل في الهيئة العامة، حيث لم يكن هناك اتفاق مسبق وكامل حول التمديد، بل تمت صياغة النص خلال الجلسة”.