الوزير السابق غسان سلامة في إعلانه ترشحه للادارة العامة لمنظمة الاونيسكو عبر التلفزيون مباشرة من دون تنسيق مع الحكومة اللبنانية التي بدت كأنها فوجئت بالترشح، (ولا ادري ما اذا كانت المفاجأة حقيقية) لان اموراً مماثلة وبهذا الحجم تحتاج الى تحضير مسبق، مع العلم شبه الأكيد ان الحكومة شبه العاجزة عن بت معظم الملفات ستجد نفسها غير قادرة على التوافق على اسم غسان سلامة الذي تتهمه قوى الامر الواقع في الحكومة وخارجها، بالوقوف وراء القرار 1559 الذي صدر عن مجلس الامن عام 2004 وطالب جميع القوات الأجنبية المتبقية بالانسحاب من لبنان، خصوصا انه صدر بعد الانسحاب الاسرائيلي من لبنان عام 2000، مما يعني انه قصد الجيش السوري، كما دعا إلى حل جميع الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية ونزع سلاحها، اي انه قصد “حزب الله” تحديداً. وقد أثار هذا الموضوع جدلاً في الايام الاخيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
لكن المفارقة في الامر تكمن في نقاط عدة يجدر التوقف عندها:
اولاً: ان مرشحة لبنان الرسمي هي السيدة فيرا خوري، ولا انتقاص منها في شخصها، وانما انتقاص من دورها اللبناني، اذ انها تمثل منذ سنوات دولة اخرى في منظمة الاونيسكو، بترؤسها بعثة دولة سانت لوسيا، اي انها تحمل الصفة الديبلوماسية لبلد ثان غير موطنها الذي يتبنى ترشيحها.
ثانياً: ان دولة سانت لوسيا التي نالت استقلالها عام 1979 وأصبحت عضواً في دول الكومنولث هي احد بلدان التهرب الضريبي وقد وضعت منذ عام 2009 على لائحة صنفت رمادية، وفيها ينشط عدد كبير من المتمولين من جنسيات مختلفة من اجل الملاذ الضريبي واكثر، ومنهم احد كبار اللبنانيين الذي يدعم ترشيح خوري.
ثالثاً: ان المفاضلة بين خوري وسلامة تصب حتما لمصلحة الثاني لجهة انتمائه اللبناني وتاريخه وكفاياته ومعرفته بلبنان ومعرفة اللبنانيين به، والخدمات التي قدمها لبلده خصوصا عندما تولى حقيبة وزارة الثقافة وتنظيم القمة الفرنكوفونية في لبنان.
رابعاً: من المفضل ان تسجل الحكومة لنفسها انجازاً مشرفاً فلا تقع مجدداً ضحية المافيات المالية الطامعة والطامحة الى التحكم بكل مفاصل البلاد مع سياسيين باعوا انفسهم من اجل مكاسب مالية على حساب الوطن والمواطن، وهم يتوثبون كل صباح لالتقاط المزيد من فرص النهب، ويحاربون كل محاولة للتغيير، بل يعملون على ان يستولد النظام القائم بنيناً وورثة من داخل التركيبة التي انتقلت من الاقطاع، ومن الثائرين عليه ايضاً، الى الميليشيات الاقطاعية.
واخيراً، يستحق لبنان ان يكون ممثله في محفل دولي انسان اسمه غسان سلامة، لانه قيمة فكرية وعلمية، وهو علمٌ من أعلام بلد الارز.