تأتي مبادرة كتلة “الإعتدال الوطني”، بعد مبادرتين تقدم بهما النائب المستقل الدكتور غسان سكاف في الأشهر الماضية، من أجل الوصول إلى حلولٍ لإنجاز الإستحقاق الرئاسي، حيث يلاحظ سكاف أن “ما من دستور في العالم، يستطيع أن يتأقلم مع شغور رئاسي لمدة عام ونصف، كما عجز الدستور اللبناني في السابق، عن التأقلم مع شغور رئاسي دام عامين ونصف العام ، ولذلك فإن إنهاء الشغور لا يحتاج إلى مبادرة بل إلى مبادرات”.
ويبدي لـ “الديار” ترحيبه بمبادرة “الإعتدال الوطني”، ويشدد على “ضرورة تضافر الجهود وملاقاة أي مبادرة تأتي من قبل اي كتلة لانتخاب رئيس الجمهورية”، كاشفاً عن “نفحة تفاؤل في الأفق ولأول مرة منذ أكثر من 8 أشهر، حيث أننا نلحظ الضوء في نفق الشغور الرئاسي، نتيجة حراكٍ في الإقليم، يشي بإمكان انتخاب رئيسٍ، حيث أن إيران أبلغت عواصم اللجنة الخماسية، بأنها لا تريد حرباً في لبنان وهي تريد أن يتوصل اللبنانيون إلى انتخاب الرئيس بمعزلٍ عن حرب غزة وحرب الجنوب، ما يشكل تطوراً لافتاً، كما أن إيران تصر أيضاً على التوافق مع المملكة العربية السعودية في الملف اللبناني”.
ومن هنا، يتحدث عن مؤشرات تدفع نحو التفاؤل، أبرزها أن “حزب الله أصبح أكثر قناعةً بانتخاب الرئيس وفصل الملف الرئاسي عن حرب غزة، كما أن موقف رئيس المجلس النيابي نبيه بري، هو موقف أساسي وهو المفتاح لإجراء الإنتخابات الرئاسية، وقد أصبح أكثر وضوحاً، وبات يدفع باتجاه إنهاء الشغور الرئاسي وبسرعة”.
ويلفت إلى مبادرة “تخفيض السقوف” التي كان أطلقها، بعد مبادرة “النزول عن شجرة الشروط والشروط المضادة”، مشيراً إلى أن “هاتين المبادرتين قد فتحتا نافذةً في الملف الرئاسي، من خلال مشاورات ستجري في المجلس النيابي بين الكتل، وتتبعها جلسة انتخابات بدورات متتالية حتى ظهور الدخان الأبيض وانتخاب الرئيس”.
وفي هذا المجال، يكشف أنه تواصل مع كل القوى السياسية كما مع كل سفراء “الخماسية” وبشكل منفرد، مشيراً إلى أن “الخماسية ستكون الضامن المعنوي للتنسيق للوصول لجلسة الإنتخاب”، ومؤكداً أن المشاورات سوف تؤدي إلى توافق داخلي على عدد من المرشحين والتنسيق مع الخماسية سيؤدي الى تقاطع داخلي خارجي على عدد قليل من المرشحين”.
إلاّ أن الوصول إلى نتيجة إيجابية، يستدعي برأيه “وضع خارطة طريق وآلية محددة للوصول إلى تسمية المرشحين تنطلق من القواعد التالية:
– لا رئيس للأكثرية المسيحية وحدها ولا رئيس من دونها.
– لا رئيس للثنائي الشيعي وحده ولا رئيس من دونه.
– لا رئيس من دون مشاركة حقيقية سنية ودرزية، ومن دون مشاركة المستقلين.
– لا رئيس يُفرض من “اللجنة الخماسية”، ولا رئيس من دون اللجنة الخماسية”.
وانطلاقاً من هذه القواعد، يضيف أنه “لن تنجح في لبنان إلاّ تجربة الرئيس الذي يملك القدرة على الجمع، وبالتالي فإن نتيجة المشاورات التي ستجري، ستؤدي إلى الإسم الثالث الذي نبحث عنه، وهذا الإسم الثالث سيدخل السباق الرئاسي مع الأسماء الثابتة الأخرى من الطرفين في المجلس النيابي، وإذا حصد الإسم الثالث 86 صوتاً وما فوق، نذهب إلى توافق، وإذا حصد أقل من 86 صوتاً، نذهب إلى الإنتخاب، وأيضا بجلسة مفتوحة بدورات متتالية حتى صعود الدخان الأبيض وانتخاب الرئيس”.
ويشدد سكاف على أن هذه المبادرة “متكاملة وليس فقط مجرد مشاورات، حيث أنه يجب وضع قواعد معينة للمشاورات، إذ لا يكفي القول بالذهاب إلى جلسة مشاورات، لأن التشاور من ضمن الأخذ بالقواعد الواردة في مبادرتي، سيؤدي وبشكل سريع إلى نتيجة، كون التشاور وحده لن يؤدي إلى نتيجة، خصوصاً وأن النواب يتشاورون منذ نحو عام ونصف ولم يتم التوصل إلى اتفاق، وبالتالي يجب أن تكون المبادرة كاملة ومتكاملة للوصول إلى توافق أو الإنتخاب، وإلاّ فإنها ستسقط”، مشدداً على عدم وجود “تنافس بين المبادرات بل تكامل من أجل الوصول إلى نتيجة”.