مع دخول الفراغ الرئاسي عامه الثالث، يكشف النائب المستقل الدكتور غسان سكاف لـ “الديار”، عن “تقدم عملية انتخاب رئيس الجمهورية على وقف إطلاق النار”، مؤكداً أن “وقف إطلاق النار بات بعيداً لأنه بيد نتنياهو وليس أميركا التي عجزت خلال عام كامل عن فرضه في غزة، و خلال شهرين عن وقف النار في لبنان”. ويؤكد بأن “الإنتخابات الرئاسية الأميركية ستؤثر مباشرةً على مجرى الأمور في المنطقة وفي لبنان، لأن الدولة العميقة في الولايات المتحدة مقتنعة بأن الشرق الأوسط بحاجة لثلاثة أدوار تحرص على تثبيتها بشكل مطلق، وهي دور “إسرائيلي” ودور سنّي – سعودي – تركي، ودور شيعي – إيراني، وعليه، فإذا فازت كامالا هاريس أو دونالد ترامب، سيكون من أولويات واشنطن استكمال اتفاقيات “أبراهام” بين السعودية و”إسرائيل” على غرار ما حصل بين “إسرائيل” وبعض الدول، وإذا فاز الديموقراطيون ستكون الأولوية لإحياء الإتفاق النووي مع إيران، ولكن في الحالتين إذا فاز دونالد ترامب سنشهد تأزماً عسكرياً منذ الإعلان عن النتائج”.
ولذلك، يرى أن “الملف الوحيد الذي ما زال بيد اللبنانيين هو الملف الرئاسي، لأنه يحتاج إلى توافق داخلي وتقاطع خارجي، لكننا لا نستطيع انتظار التوافق الدولي، وانتخاب الرئيس هو الورقة الوحيدة التي يملكها لبنان للذهاب باتجاه المجتمع الدولي لدعم لبنان ووقف إطلاق النار على العدو الإسرائيلي، فوقف النار لا يجب أن يتقدم على انتخاب الرئيس، لأن الإعلان الثلاثي من عين التينة كان يجب أن يصبح رباعياً، وأن يؤدي إلى انتخاب الرئيس مع الحد الأدنى من التدخلات الخارجية، لأنه بعد الحرب سننصاع لفرض رئيس وفق التوازنات الإقليمية والدولية”.
ويضيف أن “لا أحد اليوم يريد فعلا وقف إطلاق النار، لأن “الإسرائيلي” يحاول فرض واقع جديد على حزب الله ولبنان بالتدمير والقتل والإغتيالات، والحزب يرى أن لديه فرصة أخيرة ليفرض وقف النار على “إسرائيل”، وجرّها بالنار إلى طاولة المفاوضات، لذلك، لا حل إلا بانتخاب رئيس للجمهورية وفرض تغيير المعادلة السياسية والواقع الذي نعيشه، لأن التأخير سيوسِّع مساحة التدخل الخارجي، لأن الكل يعلم أنه لن يكون هناك رئيس للجمهورية من دون مباركة أميركية سعودية، وربما فرنسية، ومن دون دور مسهّل من إيران، وعلينا أن ننتخب رئيساً بالحدّ الأقصى من التدخلات الخارجية، قبل أن تفرض علينا نتائج الحرب رئيساً، ربما سيكرس الإنقسام في البلد، وربما يؤدي لفتنة داخلية”.
ويشير إلى أن “التدمير الممنهج لبعض المدن كالنبطية وصور والضاحية الجنوبية وبعلبك، هو أيضاً لتدمير القدرة الإقتصادية للطائفة الشيعية لتغذية النزاعات الداخلية”.
ويتحدث سكاف عن “تحرّك على كل الصعد الداخلية والخارجية وعن اتصالات خارجية مع دول القرار من إقليمية ودولية، لمحاولة إنتاج رئيس للجمهورية عن طريق الإتصال بكل المرجعيات المعنية والمسؤولين اللبنانيين وبكل السفراء إضافةً إلى اجتماعات مع عدد كبير من السفراء في دول القرار، أملاً بكسر معادلة الشغور، ولذا فإن الوحدة الوطنية اليوم مهمة جداً التكاتف والتضامن والتعاضد وبكلمة واحدة التضامن مطلوب لمواجهة ما نواجهه اليوم مع العدو الإسرائيلي”.