مع اقتراب شبح الحرب يتراجع الحراك الرئاسي، وتطوي الساحة الداخلية صفحة المبادرات الرئاسية التي تفرملت من دون أي إعلان عن النتائج. ومن هنا، فإن عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب غياث يزبك يميّز بين “المساعي والمناورات والمبادرات”، مؤكداً لـ “الديار” على”مبادرة وحيدة وجيدة وينطبق عليها توصيف المبادرة الصحيحة والصالحة وهي مبادرة تكتل الاعتدال الوطني، وما عدا ذلك فإن الحزب “التقدمي الاشتراكي” قد أطلق على تحركه اسم المسعى الرئاسي، كما أن “التيار الوطني الحر” قام بمناورة سافرة، فيما كل التحركات تدور في فنجان رئيس المجلس النيابي نبيه بري، والتي يقوم أصحابها بمسايرته لمصلحتهم الخاصة، أو بسبب قناعتهم بالخط الذي يديره حزب الله، ومنهم من يتدخل لتغليب فكرة العقل على المناورات السياسية إنقاذاً للبنان”.
وأكد أن “كل المبادرات التي تمّ إطلاقها في الأسابيع الماضية، هي مجرد محاولات تلاشت سريعاً، حيث ان كل مبادرة نجحت في فتح كوة في جدار الشغور الرئاسي، تعرضت لاجهاض من قبل جهات معارضة لها.
ويشير الى ان الاستحقاق الرئاسي “ما زال في نقطة البداية”، ويكشف أنه “لم يغادر يوماً هذه النقطة، على الرغم من كل المواقف المعلنة ودخول صيادي الفرص على خطّ الاستحقاق، ذلك أن فريق الممانعة لا يريد انتخاب الرئيس اليوم، قبل معرفة مجرى حرب غزة وما ستؤدي اليه من نتائج على صعيد المنطقة.”
وعن موقف “القوات اللبنانية”، يقول إنها “ثابتة على موقفها من رئاسة الجمهورية، وإن كان من المؤسف حديث البعض عن أنها تعرقل الانتخابات بينما هي الوحيدة التي تتحدث بلغة دستورية، لأنه عند كل استحقاق بات يتكرر الحديث عن تسويات تغلّب التوجه نحو اعراف جديدة.”
وإزاء موقف رئيس المجلس من الاستحقاق الرئاسي والعلاقة مع “الجمهورية القوية”، يؤكد أن “الدستور هو ضابط العلاقة مع الرئيس بري أي العامل الدستوري والبرلماني، ونختلف معه في طروحاته السياسية العامة وفي تفسير دور رئيس مجلس النواب إذ يعتبر نفسه رئيساً للنواب في الوقت الذي نعتبر فيه أن سلطته إدارية لإدارة المجلس النيابي، وذلك إلى جانب رفضنا بشكل مطلق تكريس أعراف جديدة تجعل من الثنائي الشيعي راعياً للاستحقاق الرئاسي ومتمسكا ًبانتخاب مرشحه”.
وعن المشهد الحالي حيث بات الفراغ الرئاسي أمراً واقعاً وشبح الحرب حاضراً بقوة، يرى بزبك إن “السؤال الاساسي المطروح هو ما إذا كانت رقعة الحرب التي نحن في خضمها اليوم ستتوسع، وما من جهة تملك الجواب عنه، مع العلم أن الاستنزاف وليس الحرب هو ما يريده نتنياهو لإطالة عمره السياسي، وعليه نتمنى الا ينفذ رئيس الوزراء “الاسرائيلي” مبتغاه من اعتماد حرب الاستنزاف لأنها مدمرة، وخصوصاً أن البعض يعتبر أن نتنياهو يريد جرّ واشنطن إلى الحرب وإلزامها بدعمه، وإطالة أمد الكباش حتى نهاية تموز حين تدخل أميركا في مدار الانتخابات الرئاسية، حيث سيسترجع عندئذ نتنياهو قوته كناخب أساسي، وعندئذ إذا وسع الحرب ونفذت إيران تهديدها بالتدخل، سوف يلزم نتنياهو الولايات المتحدة بالتدخل أيضاً، ولكن المعركة تدور فقط في غزة وفي لبنان، وهنا سيزداد الخطر على لبنان من توجه نتنياهو إلى تدميره.