يستبعد عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب غياث يزبك، أن تكون زيارة الموفد الفرنسي الرئاسي جان إيف لودريان إلى لبنان، قد دفعت بالملف الرئاسي إلى الأمام، غير أنه يصف هذه الزيارة، بأنها “ردّ اعتبار للدولة الفرنسية ولموقفها من لبنان، وتأكيد على استمرار المبادرة باتجاه حل الأزمة الرئاسية، خصوصاً وأن النهج الذي اتبعته منذ سنة إلى اليوم قد فشل”.
وعليه، يلاحظ يزبك في حديثٍ لـ”الديار” إنه لم يكن يتوقع بأن “تُنتج هذه المبادرة أي خطوة إيجابية، على الرغم من أن المسؤولين قد استشعروا بعد لقاء لودريان، بأن هناك نوعاً من التعاطي العقلاني مع الملف الرئاسي، لا سيما لناحية أن المبادرة الفرنسية، تحولت من مبادرة لإضاعة الوقت منذ أكثر من سنة، إلى مسعى لإخراج الملف الرئاسي من عنق الزجاجة”.
وعن التحول في المبادرة الفرنسية، يشير إلى أن “إقرار لودريان في اللقاءات الأخيرة التي عقدها في لبنان، أن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، لم يعد مرشحاً لرئاسة الجمهورية، فيما مرشّح المعارضة ما زال مطروحاً، إلاّ أن المطلوب اليوم خطوة إلى الوراء للبحث عن مرشّح ثالث، ووقد تعاطت المعارضة بكل إيجابية مع الموضوع، لناحية أنه لن يؤدي إلى أي نتيجة على الرغم من تمسّك الفريق الآخر بمرشّحه، وبالتالي فإن كل ما يُحكى أو يقال عن التخلي عن فرنجيه، هو كلام ساقط بعد التصريحات الأخيرة للقيادات السياسية والحزبية التي تدعمه”.
وحول ما إذا كان الإستحقاق الرئاسي قد عاد إلى نقطة البداية، يؤكد “لا زلنا في المربع الأول في الإستحقاق الرئاسي، وما صدر أخيراً من مواقف بعد جولة لودريان، جعلنا نتمسّك أكثر بمرشّحنا، وسنسعى لإقناع المترددين من النواب الذين ما زالوا في المنطقه الرمادية، بالإقتراب من هذا الخيار، ودعم هذا المرشّح، الذي يمتلك كل الحظوظ للوصول إلى سدة الرئاسة الأولى”.
وعن مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري الحوارية، يرى أنه على “من يريد عقد الحوار، أن يعقده بمن حضر”، مشيراً إلى أن “القوات اللبنانية ستشارك في القسم الثاني من مبادرة الرئيس بري، وهو قسم الجلسات المتتالية لانتخاب رئيسٍ للجمهورية، مع العلم أن قوى الممانعة تسعى إلى جرّنا إلى الحوار، لتحميلنا مسؤولية فشل انتخاب رئيس الجمهورية، مع العلم أنها لا تملك القدرة على إيصال مرشحها وكل ما تقوم به كسب الوقت لجذب بعض الأصوات إلى صفها”.
وعن المساعي الخارجية في إطار اللجنة الخماسية، يتحدث عن “مساعٍ دولية وإقليمية مشكورة، ولكن لا يمكن فرض أي تسوية على النواب السياديين والمتمسّكين بالدستور، لأن انتخاب الرئيس يكون بالطرق الدستورية، وكما يقول الكتاب”.
وإذ يدعو يزبك إلى انتظار نتائج اجتماع اللجنة الخماسية في نيويورك حول الملف الرئاسي، فهو يتوقع أن “تأخذ بعين الإعتبار استنتاجات لودريان بعد زيارته الأخيرة إلى بيروت”، متمنياً أن “تشكّل نتائج الإجتماع جرعة دعمٍ للقوى السيادية، التي تسعى إلى مشروع الدولة في لبنان”.