Site icon IMLebanon

يزبك لـ “الديار”: المطلوب رئيس قادر على التفاوض باسم لبنان و “الثنائي الشيعي” ما زال بعيداً عن المواصفات التي نتحدّث عنها 

 

 

بمعزل عن الحراك الديبلوماسي الذي انطلق داخلياً غداة بيان سفراء “الخماسية” حول الانتخابات الرئاسية، فإن المواقف المعلنة من “الخماسية” تلاقي “تفسيرات متناقضة والتباسات في المقاربات المحلية للأطراف المعنية بالاستحقاق الرئاسي”، وفق ما يقرأ عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب غياث يزبك، في المواقف الصادرة أخيراً عن رئيس مجلس النواب نبيه بري ، من دعوة البيان إلى “مشاورات محدّدة زمنياً” تؤدي إلى انتخاب الرئيس.

 

ويقول لـ “الديار” ان “هذا التفسير المُعتَوِر من قبل رئيس المجلس لبيان سفراء الخماسية، لا يبشّر بالخير ولا يدل على نيات جيدة باتجاه حلحلة الجمود الذي يحيط بالاستحقاق الرئاسي، ويحول دون انتخاب الرئيس، ذلك أنه بات معلوماً أن المسؤول عن ذلك هو الثنائي الشيعي، إذ إن الرئيس بري يعتبر أن السفراء قد تبنّوا وجهة نظره، حيث إن التباساً قد حصل وخصوصاً أن مسألة شرحه وعرض جلسات انتخاب بدورات متتالية أيضاً هو مُعتَوِر وغير واضح، لأن بري لم يعلن عقد جلسات لا تُختتم، إنما يتحدث عن عقد 4 أو 5 جلسات ثم التوقّف واختتامها، ثم عقد جلسات أخرى، وبالتالي، فهو ما زال على موقفه ويسعى إلى المناورة في هذه المسألة”.

 

ويقول إنه “من الثابت أن نيات السفراء الخمسة سليمة تجاه لبنان، ولكن النيات الطيبة فقط لا تفي بالغرض، لأن مصدر الاستعصاء هو فريق الثنائي الذي يأتمر بأوامر إيران، بمعنى أن  طرق السفراء، يجب أن يكون على الباب الصحيح، لأنه إذا أرادت الخماسية بالفعل أن تكون هناك حلحلة للجمود في الاستحقاق الرئاسي، فذلك لا يقتصر فقط على عقد الجلسات فقط، بل يجب الذهاب بنية صافية لانتخاب رئيسٍ للجمهورية، يكون قادراً على الحكم، وإلا نكون ننتخب رئيساً لا يستطيع أن يحكم”.

 

ويشدد على أن “المطلوب اليوم هو انتخاب الرئيس القادر على التفاوض باسم لبنان ورعاية حوارات جدية بين اللبنانيين من داخل قصر بعبدا وبرئاسته، وقادر على الإمساك بالعصا من منتصفها، كما يجب أن يكون قادراً على محاورة الدول الكبرى، لأننا مقبلون على مفاوضات في منطقة الشرق الأوسط، كما على مفاوضات لتثبيت الحدود البرية الجنوبية مع إسرائيل، وتثبيت حدودنا المعترف بها دولياً منذ العام 1923 ومثبّتة في العام 1949، وترسيم الحدود مع سوريا، وهذه هي المواصفات التي يجب أن تتوافر بالرئيس العتيد، ولكن للأسف، فإن الثنائي الشيعي ما زال بعيداً جداً على هذا الصعيد عن المواصفات التي نتحدّث عنها”.

 

وحول المهلة التي وردت في بيان سفراء “الخماسية”، لم يرَ “أن هناك أي مهلة زمنية مطروحة في موقف السفراء في البيان الصادر عنهم”، معتبراً أنه “يجب الابتعاد عن تحديد المواعيد للاستحقاق الرئاسي، والتركيز على أنه لدينا مصلحة بانتخاب الرئيس اليوم قبل الغد، ونحن ندرك أنه من اليوم وحتى أوائل الشهر المقبل، هناك محطة أساسية ستتوقف فيها تحركات كل الدول الكبرى التي سيدخل بعضها في مدار عطلة الصيف، فيما البعض الآخر يخوض معركة الانتخابات الرئاسية، كما هي الحال في الولايات المتحدة الأميركية”.

 

ويشدد على “وجوب الالتفات إلى التطورات في غزة وجنوب لبنان، لأنه قد درجت العادة مع اقتراب فصل الصيف أن تقوم “إسرائيل” بتنفيذ إعتداءات وشنّ المعارك خلال هذا الفصل، بسبب سهولة حركة آلياتها العسكرية، فلذلك يجب أن نسعى إلى إنجاز الاستحقاق الرئاسي قبل أي تطور دراماتيكي، من أجل أخذ لبنان إلى مكان آمن، وحمايته من أي مخاطر وتعزيز صمود مؤسسات الدولة، كما أنه لا يجب على اللبنانيين أن ينسوا أنه مع كل يوم تأخير في حل أزمة الوجود السوري الفوضوي في لبنان، فإن الخطر سيزداد وسيأتي على كل ما بقي من هياكل الدولة، وبالتالي، فإن المكان الآمن لنا كلبنانيين، هو باستيعاب هذه المخاطر، وفي مقدمها سقوط الدولة اللبنانية إلى غير رجعة”.

 

وحول ما إذا كانت الكتلة ستشارك في الجلسة التي سوف يدعو إليها بري، يؤكد يزبك أنه “في حال دعا رئيس المجلس إلى جلسة انتخابية، وإلى دورة بجلسات مفتوحة وفق ما نص عليها الدستور، فإن كتلة الجمهورية القوية ستنزل غداً إلى المجلس النيابي، ولكن شرط أن يكون هذا الأمر من دون مناورات وأفخاخ”.