Site icon IMLebanon

هل انقذت غزة لبنان من الحرب…؟

 

تسريبات اميركية : احذروا «اسرائيل»!

 

راقب الاميركيون «بخبث» الموقف الفرنسي الضعيف والمرتبك ازاء التعامل مع الملف اللبناني، وعملوا في العلن والسر على اجهاض المبادرة الفرنسية، ومنعوا بتدخلهم حينا، وتجاهلهم احيانا اخرى، الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من تحقيق اي من اهدافه «الاستعراضية» على الساحة اللبنانية، ولم يسمحوا له «بملء» الفراغ السائد في البلاد بفعل القرار الاميركي الانسحاب من المنطقة بما فيها لبنان، لكن بقيت لهم مهمة اخيرة حاولوا التعامل معها اضطراريا لارضاء «اسرائيل» التي تضغط لتمرير ملف ترسيم الحدود البحرية بأقل كلفة ممكنة مستغلة حالة الفوضى اللبنانية الناجمة عن الازمة الاقتصادية الخانقة وانهيار مؤسسات الدولة وسط صراع وانقسامات على كل شيء بما فيها خطوط التفاوض البحرية. لكن المحاولة الاميركية الاخيرة باءت بالفشل بعدما ادى تذبذب الموقف اللبناني المفاوض بقيادة رئيس الجمهورية ميشال عون الى انهيار جلسة المفاوضات الاخيرة في الناقورة.

 

عند هذا الحد سحب الاميركيون يدهم من الملف، لكنهم في الوقت نفسه حذروا عبر القنوات الديبلوماسية المعنيين في بيروت بانهم ارتكبوا خطأ فادحا بتعطيل المفاوضات في توقيت خطير للغاية حيث تمر «اسرائيل» بأوقات «عصيبة» سياسيا مع تعثر تشكيل الحكومة للمرة الرابعة على التوالي، بالتزامن مع وجود قرار استراتيجي كبير لدى «الاسرائيليين» بتعطيل عودة الولايات المتحدة الى الاتفاق النووي الايراني، وبعدما جرّبوا الطرق الديبلوماسية، وفشلوا من خلال زيارات مسؤوليهم الامنيين والعسكريين المكوكية الى العاصمة الاميركية، وبعد فشل الاستهدافات الامنية للمواقع والشخصيات الحساسة الايرانية في ايقاف عجلة التفاوض في فيينا، في ظل غياب اي امكانية للدخول في حرب مباشرة مع ايران، وضعف تأثير حرب ناقلات النفط، والغارات على سوريا، رصد الاميركيون توجهات «اسرائيلية»لقلب الطاولة على الجميع انطلاقا من الجبهة اللبنانية حيث «لمّح» اكثر من «جنرال اسرائيلي» زار واشنطن مؤخرا الى ان عملية «تأديبية» ضد حزب الله ليست مستبعدة اذا كانت ستؤدي الى وقف «قطار» الاتفاق النووي قبل وصوله الى خط النهاية.!

 

ووفقا لاوساط ديبلوماسية، لم يعرف المسؤولين اللبنانيين الذين تبلّغوا «المعلومة» الاميركية خلفية التسريبات التي وصلت الى بيروت قبل نحو عشرة ايام، حيال ضرورة التنبه من احتمالات التصعيد «الاسرائيلي»، بعضهم رأى فيها تهويلا للضغط، وبعضهم الآخر رأى فيها محاولة اميركية جدية لاثارة «الغبار» حول «النوايا الاسرائيلية» لمنع «اسرائيل» من الذهاب بعيدا في مغامرة قد تكون مكلفة وتجرّ الولايات المتحدة مجددا الى «مستنقع» الشرق الاوسط بعدما جرى الترويج لعدوان محدود زمنيا، لكنه مركز ناريا بما يؤمّن تفوقا سريعا لـ»اسرائيل» التي تظن انها قادرة على تحييد الصواريخ الدقيقة الموجودة لدى حزب الله باقل التكاليف الممكنة، ووفقا للمعلومات اشارت التقديرات الاميركية الى ان «الاسرائيليين» سيطلقون عمليتهم عشية عيد الفطر او بعده بايام قليلة.

 

وبحسب التقديرات «الاسرائيلية»، فان عملية من هذا القبيل وحدها كانت قادرة على تأخير العودة الى الاتفاق النووي الايراني، لان طهران وواشنطن لن يبقيا بعيدان عن هذا الصراع خصوصا ان مسألة اضعاف حزب الله «وتحييد» الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، اذا امكن، بعد تحييد الجنرال قاسم سليماني، سيُشكل ضربة نوعية للايرانيين في المنطقة باعتبار ان حزب الله هو الركيزة الرئيسية لكل «اذرعها» في المنطقة والعالم، وباعتقادهم انه لا حل للمأزق الاستراتيجي النووي الا بتفجير يكون على مستوى من الخطورة تدرك معه اميركا انها غير قادرة على الاستخفاف بالمصالح «الاسرائيلية»، في المقابل تدرك ايران حينها انها ستدفع اثمانا باهظة قبل العودة الى الاتفاق النووي.

 

طبعا تعاظمت المخاوف اللبنانية ازاء «النوايا الاسرائيلية» العدوانية، بعدما حاولت «تل ابيب» طمأنة الجانب اللبناني بعدم نيتها التصعيد عبر تواصلها مع موسكو، وتحوّلت الشكوك الى يقين بعدما بدأ التصعيد في القدس، لكن انفجار الاوضاع العسكرية في غزة على نحو مفاجىء، اربك «الحسابات الاسرائيلية» وباتت اكثر تعقيدا، وبحسب مصادر مطلعة، بدأ شبح اشعال الجبهة اللبنانية يبتعد «رويدا رويدا» مع ضرورة الابقاء على الجهوزية التامة تحسبا لاي تدحرج للاوضاع نحو الاسوأ، لان «اسرائيل» تمر بأصعب ايامها أمنيا ودبلوماسيا وسياسيا، لكن يمكن الجزم ان صواريخ غزة كبحت جماح «اسرائيل»، وربما منعت الحرب المقدرة عن لبنان؟.

 

وكان لافتا دعوة المعلق البارز في «القناة 13» إلداد يانيف قادة رؤساء الأحزاب المعارضة لنتنياهو لتشكيل حكومة وإسقاط نتنياهو الذي يشعل البلاد ويريد استدراج حزب الله ومئات الصواريخ للمعركة، وقال منبها الاسرائيليين «سنكون عندئذ في الملاجئ لثلاثة شهور». وفي السياق نفسه، وجه المحلل العسكري البارز في موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت»رون بن يشاي انتقادات لـ»القيادة الاسرائيلية»، وقال»إيران تراقب فشل المفهوم الإسرائيلي العام وترى مفاجأة صواريخ غزة قادرة على إلحاق ضرر أكبر بكثير بإسرائيل، نحن امام تآكل قوة الردع وهذه مشكلة استراتيجية تستدعي معالجتها فورا، وإلا فإنه من شأن إيران وحزب الله الاستنتاج بأن ما تستطيع حماس القيام به هم قادرون على مضاعفته مع أضرار أكبر». واعتبر بن يشاي «أن استهداف حماس لمركز إسرائيل بالصواريخ دلّ على وجود تقديرات استخباراتية معطوبةحول قدرات حماس والجهاد الإسلامي الصاروخية في منذ حرب «الجرف الصامد» عام 2014،فماذا عن حزب الله»؟