Site icon IMLebanon

أشباح كلينتون

لوهلة تبدو خبرة هيلاري كلينتون في مجال السياسة الخارجية ضخمة. فهي خدمت وزيرة للخارجية وعضواً في مجلس الشيوخ حيث نشطت في المجالات الخارجية والعسكرية، الى عملها سيدة أولى ثماني سنوات يفترض انها اعطتها خبرة في هذا المجال.

لكن الانماط الانتخابية السابقة وقرارات كلينتون في مجلس الشيوخ ووزارة الخارجية تشير الى ان مسيرتها الى البيت الأبيض لن تكون مضمونة كما اعتقدت – بغطرسة واضحة – في 2008. في السابق انتخب الاميركيون وزراء خارجية سابقين للرئاسة امثال توماس جيفرسون وجيمس ماديسون وجيمس مونرو، ولكن لم يحصل ان انتخب الاميركيون وزير خارجية سابقاً منذ أكثر من قرن. كما لم يحصل ان احتل أي حزب البيت الابيض ثلاث ولايات متتابعة منذ انتخاب جورج بوش خلفاً لرونالد ريغان في 1988. آنذاك طرح بوش نفسه خلفاً مكملاً لسلف. لكن كلينتون لا تستطيع ان تطرح نفسها خلفاً يكمل أو حتى يبني على تركة اوباما وخصوصاً في مجال السياسة الخارجية.

التحسن الذي طرأ على الوضع الاقتصادي وانحسار معدلات البطالة بشكل ملحوظ، يدفعان بعض المعلّقين الى القول إن قضايا السياسة الخارجية والازمات العالمية من تحدي “الدولة الاسلامية” الى السلوك الخطير لفلاديمير بوتين في اوكرانيا وفرض الصين لنفوذها في شرق آسيا بطريقة مقلقة لحلفاء واشنطن، ومتطلبات تطبيق أي اتفاق نووي مع ايران، كلها تعني ان السياسة الخارجية سوف تفرض نفسها على المعركة الانتخابية في 2016. ويرى البعض ان عودة الولايات المتحدة الى العراق، وان كانت محدودة، واستمرار انهيار وتفكك ليبيا يعنيان أيضاً ان قرارات كلينتون، ما فعلته وما لم تفعله في العراق وليبيا، سوف تعود لتخيم على حملتها اذ سيستخدمها منافسوها لتقويض ما يفترض أن يكون أبرز خبراتها، خصوصاً أنّ منافسيها الجمهوريين يفتقرون جميعهم الى الخبرات في السياسة الخارجية.

قبل أيام استرعى الانتباه ان السناتور السابق لينكولن تشيفي قال في نقد مباشر لكلينتون إنه يجب ألا يحق لأي سياسي أيّد غزو العراق مثل كلينتون ان يترشح لمنصب الرئاسة. الجمهوريون سوف يواصلون جرّ كلينتون للمثول أمام لجانهم في الكونغرس ليشككوا من جديد في صدقيتها في شأن مسؤوليتها عن مقتل السفير الاميركي ورفاقه في بنغازي خلال وجودها في الخارجية. لن يكون من السهل على كلينتون الموازنة بين ولائها لأوباما وسياساته في ولايته الاولى مع أنها أبعدت نفسها عن سياسته حيال سوريا، وان تشق طريقها المستقل من غير أن تبدو كأنها مجحفة في حقه وفي تركته.