IMLebanon

جبران باسيل وكتلة العهد القوي والتحالف الإستراتيجي مع الحريري

 

على مسافة أربعة وعشرين يوماً على موعد الإنتخابات النيابية في السادس من أيار المقبل، تبدو المهلة غير كافية لبعض الأطراف لإنجاز ما هو في أجنداتهم من مواعيد واستحقاقات ووعود وحملات، لأنَّ المسؤوليات التي يتحملونها تحتاج إلى قدرات هائلة.

يأتي في المقدمة رئيس الحكومة سعد الحريري الذي عاد من باريس، بعدما غادر إليها مجدداً للقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والمشاركة في العشاء الذي أقامه ماكرون على شرف الضيف السعودي.

الرئيس الحريري شرح في مؤتمر صحافي أهمية مؤتمر سيدر ومقرراته، وجاء المؤتمر رداً على كلِّ المشكِّكين بالمؤتمر وبمقرراته، وبعض المشكِّكين وضعه في خانة حساباته الإنتخابية.

***

بعد الرئيس سعد الحريري في الإهتمامات والإنشغالات، يأتي رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل…

باعتراف الخصوم، قبل الحلفاء، فإنَّ الوزير جبران باسيل من أكثر الوزراء ديناميكية على الإطلاق، يقود ماكينة حزبية تمتدُّ على مساحة الوطن، ولديه أكثر الترشيحات النيابية في لبنان، كما لديه شبكة من الحلفاء من السياسيين والأحزاب ومن رجال الأعمال، وقد عرف الوزير باسيل كيف يحدد مسار نشاطه السياسي وخططه، فأنجز إثني عشر مؤتمراً للطاقة الإغترابية كان آخرها في باريس.

اليوم يخطو الوزير باسيل خطوةً كبيرةً في اتجاه إنشاء أكبر كتلة نيابية في مجلس النواب، تضمُّ تحالف نواب التيار مع الحلفاء ضمن كتلة العهد القوي، ومن خلال الترشيحات بدأت ملامح هذه الكتلة تتبلور:

ففي صيدا – جزين، دفعته طبيعة المعركة إلى التحالف مع الجماعة الإسلامية. وفي الشوف – عاليه، تحالف مع الوزير طلال ارسلان. وفي بعبدا، حافظ على تحالفه مع حزب الله، فيما اختار عدم التحالف معه في كسروان – جبيل. وأما في المتن، فتحالف مع سركيس سركيس والحزب القومي. وفي زحلة، تحالف مع المهندس أسعد نكد. وأما في البترون – الكورة – زغرتا – بشري، فقرر خوض أمّ المعارك المسيحية في مواجهة الدكتور سمير جعجع والوزير سليمان فرنجيه. وفي بعلبك – الهرمل والبقاع الغربي – راشيا، فقوة التيار الناخبة ستكون فاعلة في ترجيح الخيارات.

وأما في بيروت الأولى، فالصورة الأقرب هي مواجهة حاسمة ذات طابع سياسي بين لائحتين:

لمن الأشرفية، 14 أم 8؟

 

***

هذه عينة من شبكة تحالفات التيار الوطني الحر، لكن التحالف الأقوى والأبعد من المحطة الإنتخابية يكمن في التحالف الإستراتيجي والطويل الأمد بين الوزير جبران باسيل والرئيس سعد الحريري. هذا التحالف ترسَّخ بعد تشرين الثاني الفائت وتبلور أكثر فأكثر في جلسات مجلس الوزراء، وتعمَّق في التحالفات الإنتخابية، إلى درجة أنَّ الرئيس سعد الحريري الذي شارك في مؤتمر الطاقة في باريس، لم يتوانَ عن القول في كلمته:

جبران ناجح.

***

أبعد من الإنتخابات النيابية، وما قبلها وما بعدها، هناك ملف يعكس التحالف بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر، وهو الوعد للبنانيين بتحسين التيار الكهربائي. التحدي الأكبر هو اليوم مع جلسة مجلس الوزراء التي على جدول أعمالها بند يقول:

عرض وزارة الطاقة والمياه للإجراءات المتوجب اتخاذها بأسرع وقت ممكن لإنقاذ قطاع الكهرباء. السؤال هنا:

ما هو المقصود بعبارة أسرع وقت ممكن؟

هل هو مقدمة لطرح موضوع البواخر؟

وفي حال الإختلاف، هل يُطرَح الملف على التصويت؟

للتذكير، فإنَّه في جلسة سابقة لمجلس الوزراء، تحدَّث رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بشيءٍ من الحزم فقال:

هناك أهمية لإيصال الكهرباء للناس ومش فارقة معي كيف بتجيبوها. فهل تكون جلسة اليوم تتمة للجلسة السابقة؟

التوقيت دقيق، فما تبقّى من جلسات لمجلس الوزراء، حتى السادس من أيار، لا يتعدى عدد أصابع اليد الواحدة، فهل ينجح تحالف الحريري – باسيل في تحقيق هذا الهدف؟

الإنتخابات لناظرها قريب… وللبحث صلة.