IMLebanon

جبران باقٍ … ونحن؟

يوم السبت الفائت كانت “مؤسسة جبران تويني” تقدم حفلها السنوي… بعد 9 سنوات ما زال الناس يفتقدون جبران كما في اول يوم بعد استشهاده، ربما لانهم يفتقدون مَن يخاطبهم من القلب، ومَن يتكلم باسمهم! شعرت اكثر من اي مرة بوجود أشخاص لا نعرفهم يأتون فقط لأنهم يحبون جبران، وهكذا شعرت بأنّه باق وباق!

بدأ الحفل بمحطات عن حياة جبران بالموسيقى والصورة والصوت، فشعرنا بأننا نعيش معه مجددا كل هذه الفترات. والأهم أن الحفل دفعنا مجدداً إلى ان نسأل انفسنا أين أصبحنا اليوم؟ وأين أصبح العمل من اجل التطور والدولة والاستقلال الحقيقي؟

جبران باق وحتماً دخل الذاكرة والتاريخ من الباب العريض الى أبد الآبدين، لكن ماذا عنا نحن؟ هذه المعركة الى أين؟ ما النتائج المنتظرة؟ واين كلمتنا ووقفتنا وصرختنا؟

الخوف اصبح على لبنان الذي أحبه جبران وأراده مختلفاً عما هو عليه، والخوف من القيمين عليه لأن بعضهم استسلم للواقع، ومنهم مَن لم يكن أصلاً يكترث بمنطق بناء الدولة، بل يريدها مزرعة يفيد من خيراتها!

المطلوب حالياً إعلام لا ينحدر الى القعر بل يكون محركاً للرأي العام. إعلام يحمل قضية فلا يصير همّه الوحيد الإثارة كي يزيد عدد متابعيه مهما يكن الثمن.

المطلوب وجوه سياسية جديدة واحزاب جديدة ونَفَس جديد لمرحلة جديدة.

المطلوب تحرك شعبي يرفض واقعاً قهرياً ويغضب، وليس شعباً مستقيلاً وغائباً عن الوعي لا يتحرك ولا ينتفض.

المطلوب الضغط لإجراء انتخابات رئاسية اليوم قبل الغد.

المطلوب قانون جديد لإجراء انتخابات نيابية وعدم القبول بأي تمديد.

المطلوب من النواب ان يقوموا بواجبهم الدستوري ويشرّعوا ويحاسبوا ويسألوا الحكومة، لأنه من غير المقبول ان يكونوا منتخَبين من الشعب فقط كي يكلفوا الدولة اعباء من دون انتاج!

المطلوب دعم الجيش سياسياً كي يضرب بيد من حديد!

المطلوب اشياء كثيرة، وقبل كل شيء المطلوب ان لا ننسى أن واجبنا عدم الاستقالة من الوطن، لأن مَن يستقيل يكون اغتال لبنان، واغتال كل شهدائه واغتال جيشه ونفذ المطلوب: حوّل لبنان الى ما آل اليه اليوم!

وعلى كل لبناني واجب عدم الرضوخ لليأس. وليعلموا انه لا يمكن التضحية بوطن بلغت تضحياته هذا المستوى الهائل. وطن كهذا يستحيل تقديمه هدية لمستغلّيه وللتجار الذين قرروا رهنه منذ الدقيقة الأولى لأزماته وحروبه الى اليوم!

جبران باق؟ أكيد باق في مكان افضل. لكن الخوف علينا وعلى لبنان كما أحبه جبران. والرهان أن يبقى هذا اللبنان!