IMLebanon

أجواء جيرو لا تؤشر الى انفراج في الاستحقاق الرئاسي

… مجددا الموفد الفرنسي جان فرنسوا جيرو الى بيروت والمنطقة بعد سلسلة تطورات واحداث حصلت لا سيما في باريس من خلال بعض الاعمال الارهابية، وصولا الى الاحداث الاخيرة في القنيطرة ومزارع شبعا، دون اغفال ان جيرو تبلغ موقفا ايرانيا بأن موضوع الاستحقاق الرئاسي يخص المسيحيين. الا ان الدبلوماسية الفرنسية التي لها باع طويل في الملفات اللبنانية، فانها لم تيأس، ناهيك الى استمرار الفاتيكان بالضغوطات على عواصم القرار للقيام بخطوات سريعة وحاسمة من اجل انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان.

اما لماذا يعود الدبلوماسية الفرنسي الى لبنان بعدما شعر انه لا جدوى من استمرار مهمته، تقول اوساط سياسية عليمة ان عاصمة الكثلكة في العالم قامت في الاونة الاخيرة بسلسلة اتصالات فاعلة مع كل من باريس وواشنطن، الى اتصالات مع طهران عبر اقنية متعددة من اجل معاودة المساعي مع المعنيين بالملف اللبناني للوصول الى خاتمة سعيدة تقضي بانتخاب رئيس عتيد للجمهورية اللبنانية، اضافة، الى ان ما قامت به واشنطن مع طهران بعد التقارب النسبي بينهما وربما اكثر، ساهم في تطرية الاجواء وتعبيد الطريق امام الجولة الجديدة لجيرو بحيث هناك الملف النووي الايراني، دون اغفال «كسدورة» وزيري خارجية الولايات المتحدة الاميركية وايران في جنيف منذ اسابيع قليلة، ما يعني ان هنالك تقارباً من شأنه ان يساهم في تقريب وجهات النظر حول ملفات المنطقة ومن ضمنها الموضوع اللبناني.

وفي سياق متصل تقول اوساط في «تيار المستقبل» انه كان لافتا ان جيرو من ضمن الوفد الذي رافق الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى الرياض للتعزية بالملك عبدالله بن عبد العزيز، وهذا له اهميته وجرى التركيز عليه خصوصا في اطار العلاقة المتنامية بين باريس والرياض وحيث سبق لجيرو ان زار العاصمة السعودية اكثر من مرة وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز عرض للملف اللبناني خلال زيارته الاخيرة للعاصمة الفرنسية وهو من الداعمين لانتخاب رئيس للجمهورية وكل ما يرسي الاستقرار في لبنان. وتحدثت الاوساط عن معلومات مؤكدة بأن جيرو يأتي الى لبنان وعلى اجندته ضرورة تحصين القرار 1701 والتأكيد على ان باريس والمجتمع الدولي مستمرين في دعمهم لاستقرار لبنان. اما في شأن الاستحقاق الرئاسي فالاجواء التي في حوزة الدبلوماسي الفرنسي لا تؤشر الى انفراج قريب على اعتبار ان المواقف الاقليمية لا زالت على ما هي عليه لا سيما الموقف الايراني والذي ابلغ لجيرو في الزيارة الاخيرة لطهران. انما هذا الملف سيبحث في بيروت وفي الدول التي سيزورها، لكن الطبخة الرئاسية لم تستوِ والامور في مكانها حتى الان، مشيرة الى ان المعلومات المتوفرة تؤكد ان جيرو زار بيروت بداية لدقة الاوضاع في لبنان خصوصا بعد عمليتي القنيطرة ومزارع شبعا وحيث هنالك قلق دولي من انفجار الوضع في اية لحظة وان كان ثمة اجماع من عواصم القرار والامم المتحدة على ضبط الوضع وعدم تكرار سيناريو العام 2006 لذا هذه الزيارة للتهدئة والعمل على كل ما يؤدي الى تحصين القرار 1701 بينما الموضوع الرئاسي في مكان آخر.