IMLebanon

جيرو يتأهب لزيارة لبنان

تتوالى زيارات الموفدين الدوليين للبنان ولا سيما من الدول التي لها صلات تاريخية وعلاقات وثيقة مع لبنان وعلى بيّنة من اوضاعه وملفاته، خصوصاً زيارة الموفد البابوي المونسنيور دومينيك مامبرتي، وحيث علم ان الموفد الفرنسي الى المنطقة جان فرنسوا جيرو يتأهّب للتوجه الى لبنان بحسب الاجواء المتوافرة.

وهنا تشير اوساط سياسية عليمة الى ان ثمة تناغماً بين الفاتيكان وفرنسا حيال الشأن اللبناني وتطابقاً في وجهات النظر حيال معظم الملفات، وتحديداً الموضوع الرئاسي إذ ينقل عن بعض الجهات الديبلوماسية الغربية حصول اتصالات في الايام القليلة الماضية على خط عاصمة الكثلكة وباريس ومحورها الانتخابات الرئاسية في لبنان من زاوية ضرورة الاسراع في انتخاب الرئىس العتيد ومساعدة ومساهمة فرنسا على اعتبارها تملك قدرة وخبرة في هذا الملف وسبق لموفدها جيرو ان قام بهذا الدور في المنطقة، وبالتالي هنالك تفويض اميركي ودولي واسع النطاق للمسعى الفرنسي.

ولكن المعلومات المؤكدة تشير الى ان هذا الحراك لا يتعدى نطاق اللقاءات والمشاوات والاتصالات، انما ليس ثمة صيغة معدة وجاهزة للتطبيق او تسوية ستفرض على الاطراف المعنية اكان لبنانياً او إقليمياً. وهذا ما لمسه من التقى بالموفد الفاتيكاني مومبرتي إذ قارب الملف الرئاسي من ضرورة الاسراع في انتخاب الرئيس المسيحي الماروني الوحيد في هذه المنطقة لما له من خصوصية ودلالات ورمزيّة لبنانية ومسيحية وإسلامية، وكونه يساعد في دعم الوجود المسيحي في لبنان والشرق، انما لولوج هذا الاستحقاق فالعراقيل والعوائق كثيرة على اعتبار هنالك عناوين تُبقي الفراغ قائماً وابرزها ان المجتمع الدولي وفي هذه المرحلة بالذات لا يعير الشأن اللبناني الاهتمام الكافي او يعتبره اولوية.

فالاجتماع الدولي يتمحور تقول الاوساط حول دعم الاستقرار لا انتخاب رئيس للجمهورية، تالياً هنالك حروب مشتعلة في المنطقة وتدفع الدول المعنيّة الى ايلائها الاهتمام والمتابعة والمواكبة، إضافة الى عوامل إقليمية سياسية ولبنانية داخلية جراء الانقسامات والتباينات بين المكوّنات اللبنانية. من هذا المنطلق فان زيارات الموفدين الدوليين تبقى في دائرة التشاور والاستطلاع والاستماع الى وجهات نظر اللبنانيين ان على صعيد الاستحقاق الرئاسي او الملفات الأخرى. ومن هنا جاءت زيارة الموفد البابوي وستأتي لاحقاً زيارة جيرو وربما زيارات اخرى لموفدين دوليين اوروبيين واقليميين في وقت تكشف الاوساط عن ان الولويات المتحدة الاميركية تقارب الملف اللبناني في هذه المرحلة عبر ايفادها شخصيات ذات طابع تقني وانساني ومالي وليس على المستوى السياسي في الخارجية الاميركية، وتحديداً اهتماماتها حول الجيش اللبناني والنازحين السوريين والمساعدات الانسانية.

وتعتقد الأوساط المذكورة بأن الاشهر المقبلة من المؤكّد غير ناضجة للحل في لبنان من زاوية انتخاب رئىس للجمهورية، وهذا ما تنامى للكثيرين ممن التقوا بالموفدين الدوليين الذين زاروا لبنان في الآونة الأخيرة ومنهم مومبرتي، في وقت أن جولة جيرو تأتي في سياق التمنيات الفاتيكانية على باريس للقيام بتحريك الملف الرئاسي لعلّ وعسى ان يُسهم هذا الدور في تحريك المياه الراكدة، ولكن، المرجعيات السياسية اللبنانية المواكبة والمتابعة لهذا المسار تجزم في مجالسها ان ما يجري اليوم تمنيات وحراك سياسي وليس في الأفق ما يدلّ على قرب انتخاب رئيس للجمهورية.