Site icon IMLebanon

جيرو إلى الفاتيكان الاثنين للقاء الراعي وينصح بعدم التفريط بحوار “المستقبل” و”الحزب”

ابلغ مدير دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في الخارجية الفرنسية جان فرنسوا جيرو محدثّيه من المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم خلال زيارته الثانية لبيروت بعد اولى قام بها في 10 كانون الاول الماضي انه سيتوجه الاثنين المقبل في التاسع من شهر شباط الجاري الى الفاتيكان من اجل لقاء البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في شكل اساسي. وهو حدد هدف الزيارة التي ستشمل على الارجح مسؤولين في الكرسي الرسولي، ولو انه لم يقل ذلك صراحة، بالسعي الى تفعيل الدور المسيحي في موضوع الرئاسة الاولى في ظل استمرار العرقلة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية. لكن الاجواء التي كانت استبقت وصول جيرو الى العاصمة اللبنانية بعدم وجود اي حلحلة على صعيد الملف الرئاسي من جانب ايران، اكدته المعطيات التي نقلها الى محدثيه اللبنانيين من ان الموقف الايراني لم يشهد اي تغيير يذكر وكذلك الامر بالنسبة الى موقف العماد ميشال عون الذي يبدو انه كرر امام الديبلوماسي الفرنسي اللازمة نفسها التي يقولها ويكررها امام كل محدثيه ومراجعيه حول ضرورة ايجاد حل لازمة الرئاسة الاولى عن احقيته بالرئاسة استناداً الى موقعه لدى المسيحيين وامتلاكه الكتلة المسيحية الاكبر وعدم استعداده لتكرار تجربة 2008 حين قبل بوصول الرئيس السابق ميشال سليمان. ولا يبدو ان ازمة الفراغ الرئاسي الممتدة منذ اكثر من ثمانية اشهر قد تركت اي اثر لديه بمعنى امكان حض الجنرال على تليين موقفه . ونقل عن جيرو ان ايران تقول باستمرار دعمها عون للرئاسة الاولى على رغم تكرارها ضرورة اتفاق المسيحيين في ما بينهم في ما يدفع الى الاستنتاج بضرورة عمل الفرنسيين على اقناع الافرقاء المسيحيين الآخرين بذلك. لكن الموقف الايراني لم يوفر شيئا جديدا للفرنسيين. وبدا بالنسبة الى بعض من التقاهم جيرو ان صورة وزير الخارجية الاميركية جون كيري متنزها مع نظيره الايراني محمد جواد ظريف في جنيف تظلل المسعى الفرنسي من حيث انه حين تكون هناك مسائل كبيرة على المحك يصعب الحصول على تفاصيل يعتبرها البعض امتدادات او اوراقا يمكن ان يفاوض عليها الاميركيون، كما بالنسبة الى حال ايران التي تسعى الى تجميع ما تستطيع من اوراق اقليمية تفاوض عليها لاحقا في ما بعد الاتفاق على الملف النووي في حال وضعت مسائل المنطقة على الطاولة للبحث مع الاميركيين.

السؤال بالنسبة الى بعض محدثي جيرو تناول اذا كانت فرنسا تبدي استعدادا للتفاوض او لديها القدرة على لعب هذا الدور في هذه المرحلة من ازمة الرئاسة اللبنانية، وذلك في الوقت الذي لا سياسة اميركية ليس ازاء لبنان فحسب بل ازاء سوريا وسائر دول المنطقة. ويستشهد احد الديبلوماسيين على ذلك بأن الاميركيين يتركون الامور لتأخذ مداها بحيث ان اعتراضهم قبل بعض الوقت على احد المرشحين تحول بعد بعض الوقت الى “لم لا”؟ وكذلك الامر بالنسبة الى المبادرة الفرنسية بالتحرك في اتجاه ايران والتي لم يشجعها الاميركيون في البداية لكنهم عقبوا على ذلك لاحقا بعبارة “لم لا”؟

اللقاء المرتقب لجيرو مع البطريرك الماروني هو من اجل العمل على العامل المعرقل الداخلي اي المسيحي انطلاقا من ان ايران و”حزب الله” ليسا في وارد حلحلة الموضوع الرئاسي. لكن لا حماسة كبيرة ولا دينامية ميزتا كلام جيرو المدرك على الارجح ان عدم توافر الاجواء الاقليمية من جانب ايران لن يكون عاملا مساعدا على تفعيل الدور المسيحي في هذا الاطار. كما لم تميز مداخلاته مع المسؤولين اللبنانيين اي محاولة تجميلية في ما يؤدي للقول ان الامور هي في جمود وهي تنتظر حدوث تحول شيء ما اما في حلحلة موقف ايران وتاليا “حزب الله” او في موقف العماد عون.

في المقابل، يبدو ان الرسالة الاهم التي استخلصها محدّثو الديبلوماسي الفرنسي تشديده، على غرار ما بات يفعل غالبية رؤساء البعثات الديبلوماسية في لبنان على اهمية مواصلة الحوار بين تيار المستقبل و”حزب الله”. اذ انه في ظل الفراغ في سدة الرئاسة الاولى من جهة والمرشح للاستمرار من دون افق من جهة اخرى بات هذا الحوار يكتسب اهمية كبيرة، خصوصاً ان الحكومة التي تضم كل الافرقاء السياسيين او غالبيتهم من دون القوات اللبنانية باتت غير كافية. ولعل شكوى رئيسها الرئيس تمام سلام من عدم القدرة على الاستمرار في ظل الآلية التي تحكم عملها وتجعل من المستحيل اتخاذ اي قرار او انجاز اي امر اساسي ومهم يجعل من هذا الحوار حيويا ومهما، في رأي الديبلوماسيين، بحيث بات يرقى الى درجة انه يشكل صمام الامان للوضع الداخلي في هذه المرحلة انطلاقا من واقع ان الحكومة بما تشكل لم تعد كافية للقيام او للعب هذا الدور. وقد فهم محدثو جيرو ان تمنياته بمواصلة الحوار بين المستقبل والحزب هو بمثابة توصية بضرورة عدم التفريط بهذا المعطى راهنا على رغم ان البعض من هؤلاء رسموا علامات استفهام حول الدفع الديبلوماسي عموما في اتجاه الحوار السني الشيعي الذي يخشى ان يؤشر الى ان ما يقال عن ضمان بوجود اتفاق اقليمي حول لبنان ليس قويا بالمقدار الذي يريح اللبنانيين وثمة حاجة الى تحصين الداخل اللبناني من خلال حوار اللبنانيين واستيعاب الخضات التي يمكن ان تنشأ وتطيح الاستقرار الداخلي الهش ولو المتماسك نسبيا.