IMLebanon

زيارات جيرو مستمرة حتى إحقاق.. الاستحقاق

 

جاءت الزيارة الثانية للموفد الفرنسي الرئاسي مدير الشرق الأوسط وشمال افريقيا في الخارجية الفرنسية جان فرانسوا جيرو، لبيروت، في إطار متابعته لملف بالغ الأهمية والحساسية وهو مقاربة المأزق الذي وصل إليه انتخاب رئيس للجمهورية، وفقاً لمصادر ديبلوماسية مطلعة على الزيارة.

وتكشف المصادر، أن جيرو أبلغ المسؤولين الذين التقاهم، حصيلة زياراته لكل من الرياض وطهران والفاتيكان، حيث تقاطعت على ما يلي:

– ان ليس هناك أفضلية لمرشح ضد آخر.

– ان ليس هناك من «فيتو» على أية شخصية.

– وهناك تشجيع للبنانيين على انتخاب رئيس في أسرع وقت، وعلى أن المبادرة هي في أيدي اللبنانيين.

والفاتيكان تحديداً، يلتزم بالمواقف التي يعبر عنها البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، وهو يتبنى هذه المواقف.

وتفيد المصادر، ان جيرو سيستمر في تحركه، الذي لن يتوقف، وهو يعد مُسَهِّلاً للحل، حيث يستمع الى الأطراف ويلجأ الى طرح بعض الأفكار، لكنه لا يحل محل الأطراف المحليين في الحل، ولا سيما ان انتخابات الرئاسة تخضع للأسس الدستورية، وان المسؤولية هي أولاً وأخيراً على اللبنانيين وعلى عاتق المجلس النيابي.

ومن خلال المباحثات، أظهر جيرو ما يلي:

– حرص فرنسا على ضرورة انتخاب الرئيس كأحد أهم عوامل الاستقرار. وان فرنسا مستعدة لتبقى في مسار وقوفها الى جانب لبنان، وجهوزيتها للمساعدة حيث أمكن، ومواكبتها للأوضاع اللبنانية.

– أكد جيرو دعم بلاده وارتياحها للحوارات الداخلية الحاصلة، ان كان بين «تيار المستقبل» و»حزب الله»، أو بين «القوات» و»الوطني الحر». وهي تشجع على سلوك طريق الحوار بين الأطراف، وتعتبر أن الحوارات مبادرة مهمة وبداية مشجعة تصب في سبيل التهدئة، ما قد تفضي الى نتائج، على الرغم من انها لم تصل بعد الى المتوقع حتى الآن. وتشير، الى ان الحوارات خطوة ايجابية جداً، لكن فرنسا تتمنى أن لا تبقى في إطار المبادئ العامة، بل ان تدخل في التفاصيل. 

وبالتزامن مع استطلاع نتائج الحوار بين «المستقبل» و»حزب الله»، سعى جيرو الى فتح خط مع كل من رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع ورئيس تكتل «الإصلاح والتغيير» النائب ميشال عون حول البحث بسبل إنجاز الاستحقاق ومعرفة استعدادات الطرفين بالنسبة الى قبولهما بشخصية وسطية لمنصب الرئاسة.

الموفد الفرنسي يحظى بدعم فاتيكاني كبير في تحركه، وهناك تنسيق فرنسي فاتيكاني كامل حول التحرك، انطلاقاً من حرص الطرفين على السعي باستمرار من أجل حصول الاستحقاق، على الرغم من أنه لا أسماء مطروحة حصراً من الجانبين.

المصادر تؤكد أن زيارة جيرو مفيدة لأنها تحاول تقريب وجهات النظر وإيجاد قواسم مشتركة في الأفكار والطروح. إلا أنها لم تكن حاسمة على الاطلاق، بسبب عدم وجود معطيات واضحة ومتطورة على المستوى الخارجي، لكن فرنسا تُبقي على استعداداتها للمحاولة والسعي في اتجاه انجاز الاستحقاق.

العلاقات العربية أو الخليجية تحديداً مع طهران لم تتطور ولا تزال تراوح مكانها. سيزور جيرو الرياض مجدداً، كما سيزور كلاً من طهران والفاتيكان في إطار مسعاه المستمر وسيستنتج ويرى من خلال كافة الأفكار المطروحة، ما اذا كان هناك نافذة يمكن أن تفتح في ملف الرئاسة.

وأكدت المصادر، وجود تنسيق فرنسي أميركي حول التحرك الفرنسي. في السابق كانت تتوالى الجهات الدولية أو الاقليمية في فرض رئيس جمهورية.

حاليا وجود الرئيس لم يعد بالفرض من جهة، بل بات مسألة تشاورية وقيد التنسيق بين مختلف الجهات الدولية والاقليمية، كما ان المسألة لا تزال تحتاج الى تفاهم خارجي قبل أن يتفق الأطراف الداخليون على ذلك. وتحرك جيرو يأتي في سياق هذه السلسلة التشاورية الدولية الاقليمية. وفي اطار تحركه يعمل على توضيح الأفكار، وتقريب وجهات النظر تمهيداً للتوصل الى فكرة قابلة للحياة والبحث الجدي.

الصعوبة في الملف الرئاسي اللبناني هي أنه حتى الآن لا يوجد تفاهم دولي اقليمي على تحييد هذا الملف عن الخلافات. الدول المهتمة بالوضع اللبناني تستطيع في لحظة ما التفاهم على هذا التحييد، ويصبح بالتالي هناك رئيس للبنان، لأن الأمر انفصل عن كل الملفات. وإلا فسيراوح الوضع مكانه. إذا تضافرت كل الارادات على تحييد الملف يعني يجب التفاهم على رئيس محايد وتوافقي. انما المطروح الآن رئيس قوي، وبالتالي الطرح القوي، ينتظر المنطقة لا سيما أن الأمر يصعب فصله عن الأزمة السورية..

انها المرة الأولى في تاريخ الجمهورية ينتظر لبنان كل هذه الأشهر من دون رئيس. الوضع العراقي والتفاهم الاقليمي غير المباشر حوله، لم ينسحب على بقية الملفات ومنها لبنان. إذ انه خارج العراق لا تقدم.