IMLebanon

الإعلام العالمي غائب عن حرب الإبادة  

 

 

هذا التصعيد الجنوني في حرب نتنياهو على لبنان يمضي في مسار بياني يرتفع يومياً، بل بين ساعة وساعة، فيقتل الشهداء بأرقام مخيفة، ويخلّف دماراً ممنهجاً ما ينذر، في حال امتداد هذه الحرب، بألّا يجد اللبنانيون الذين غادروا منازلهم موقتاً ما يأويهم ما إن يتوقف القتال، وهذا سيشكل أزمة بالغة الخطورة والتعقيد، يجدر البدء في إيجاد سبلٍ لمواجهتها منذ اليوم، وإلّا فستكون أزمة فوق أزمة، وكارثة فوق كارثة، بتعذّر الحلول. وقد لا نبالغ إذ نقول أن ذلك سيضيف عنصراً آخر الى المخاوف من انفلات أمني قد يتعذر وقفه على أبواب الاقتتال الداخلي، لا سمح الله.

 

ويلفت في هذا التصعيد أنه مفتوح على الاحتمالات كافة، بل على أكثرها بشاعةً ومخاطرَ ربما تكون مصيرية بما للكلمة من معنى.

 

ونحن لا نفهم، بل لا نستوعب على الإطلاق، أن التصعيد يأخذ مساره وكأنه أمر طبيعي! ليس فقط على الصعيد اللبناني الداخلي وحسب لجهة التعايش مع هذا الواقع المر ما يعني شبهَ قبولٍ ضمني به… إنما كذلك على الصعيد العالمي حيث الجميع يتفرّج على هذه المأساة من دون أي رد فعل ذي شأن. وحتى البيان الجيد الذي أُصدِر عن القمة العربية ـ الإسلامية المشتركة، ليس ما يفيد بأنه سيبدّل شيئاً في هذه المأساة التي تعبّر عن ذاتها بالمجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني في مثلث الصمود (الجنوب والضاحية والبقاع) وطبعاً في مناطق أخرى، كما حدث في الجبل وكسروان وجبيل وزغرتا وعكار وسواها…

 

وأمس كنت أتصفح بعض الجرائد والمجلّات الأجنبية، على عادتي يومياً، مع التركيز على الفرنسي منها، فصُدمتُ لخلوّها من أي إشارة الى حرب القتل والإبادة والدمار التي يتعرض لها لبنان. وعلى سبيل المثال، لا الحصر، لم أجد أي كلمة في الصحف الفرنسية الآتي ذكرها: لو موند، الايمانيتيه، شارلي ابدو، لا مارسييز، رابيبليك، لو فيغارو، لو باريزيان(…) وحدها LA CROIX تناولت وضعنا، بصورة غير مباشرة، من خلال تحقيق عن الرئيس الأميركي المنتَخَب دونالد ترامب. واللافت أن غياب ذكر العدوان، على فظاعته، لم يرد ولو «بخبر 18»، كما نقول في تقليدنا الصحافي اللبناني إشارةً الى خبر صغير من بضعة أسطر. وهذه ثغرة تجب معالجتها سريعاً، على الأقل لأهمية التواصل مع الرأي العام الخارجي الذي لا يجوز أن تخمد جذوة حماسته ضد ارتكابات العدو.