في ذكرى 4 آب الأليمة، شهدنا حملات تضامن عالمية في كل البلدان مع بيروت ولبنان، واتّضَح انّ هناك كثيراً من المغتربين واصدقائهم يهتمّون لهذا البلد ويريدون إنهاء التعتير الذي نحن فيه. وبالتالي، علينا خلق شبكة تجمع لبنانيين من الداخل مع لبنانيي الخارج للتعاون كي نضع لبنان على السكة الصحيحة، وان يتّحد جميع اللبنانيين المقيمين والمغتربين المؤمنين في إمكانية إعادة نهوض لبنان بالاعتماد على الشفافية والانتاج.
علينا أن نقدّم هذه المرة مشروعاً جدياً للنهوض، وان نغيّر ما قمنا به على مدى 30 عاماً مضت وكان سبب تعتيرنا، مشروع يتعاوَن فيه المقيمون والمغتربون لتنفيذه ونتوقف عن طلب التبرعات والمساعدات، فنرفض اليوم أي مساعدة لأنه من دون القوانين اللازمة سيستمر الهدر وستختفي كسابقاتها.
هذا المشروع يتضمن:
– أولاً، نتمنى على المغتربين ان يحاولوا إقناع بعض حكومات البلدان القوية التي يعيشون فيها بمساعدة لبنان، ليس عن طريق الهِبات بل بِفَضح السارقين الحقيقيين لمال الشعب، لأنّ بعض هذه الحكومات يعرف كل مئة دولار أُخرجت من البلد وأين ذهبت ومن أخرجها واين هي الآن؟ ويعرف كل فاسد واعماله وحركة امواله. وهم يطلبون منا يومياً مكافحة الفساد، فليساعدونا في تحديد الفاسدين، فلبنان لا يحتاج الى مساعدات إنسانية، بل يحتاج الى فَضح مَن نهبه وأفلسه.
– ثانياً، التعاون بين كل الاوادم أينما وجدوا لإقرار قوانين اساسية لتحقيق الشفافية والفعالية في عمل الدولة وهذه تعيد الثقة للمغترب، أوّلها قانون الشفافية المطلقة والبيانات المفتوحة، وقد كتبنا في شكل وافٍ عن القانون ويمكن الرجوع الى المقالات السابقة. بالاضافة الى قوانين اخرى لتغيير الاجراءات الادارية وكسر الاحتكارات وتفعيل بيئة الاعمال (أيضاً عالجناها في مقالات سابقة)، وهناك بعض الضرائب التي تُهرّب المستثمرين ولا تفيد وتُعرقل عمل المنتجين، فيجب درس الجدوى الاقتصادية لها.
– ثالثاً، إعادة ربط المغترب ببلده عبر إعادة كسب ثقته بأنّه لن يتمّ نهبه كلما جاء الى لبنان، فنعتمد أسساً أخلاقية وشفافة في التعامل معه، وأيقاف محاولة استغلاله وغشّه، بدءاً من التاكسي الى الفندق، والدكان وصولاً الى المصارف. وهذا ما يحدث اليوم، ونُنبّه من يقوم بذلك انّ هذه الممارسات الاستغلالية في حق المغتربين والسيّاح تؤذي البلد ككل، كما تهدد لقمة عيش أولاده في المستقبل.
– رابعاً، بعد إقرار الشفافية والقوانين اللازمة تنطلق ورشة إعادة الاقتصاد اللبناني بالتعاون مع المغتربين، إقامة مشاريع استثمارية تكون بمثابة win – win، فيستفيد المغترب عبر تحقيق أرباح ويكسب لبنان مشاريع حيوية اساسية تكون شفّافة ونظيفة وغير ممنوحة كتنفيعة سياسية او احتكار، فنحن لا نريد مصلحة لبنان على حساب مصلحة المغترب، ولكننا نريد الربح للجميع. ونكرّر انّ إقامة أي تعاون ومشاريع قبل تطبيق الشفافية المطلقة هو مرفوض وسيكرّر المشاكل السابقة.
إنّ الثروة التي يملكها لبنان من مغتربين ومنتشرين هي كبيرة جداً، تحتاج أولاً لإعادة الثقة، وتحتاج لإقناع المغترب انّ لديه فرصة لتحقيق أرباح ونجاح في لبنان، فكفى تضييعاً لثروات لبنان، ولنتّحِد في شبكة واحدة ممّن هم مؤمنون بأنّ الشفافية هي الطريق الى الخلاص، وانّ لبنان قادر على ان يصبح أغنى مما كان.