الجريمة البشعة التي ارتكبها جيش العدو الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطين المسالم المتمسّك بوطنه وأرضه هذه الجريمة ليست الأولى في تاريخ العدو الصهيوني الذي كانت مذبحة دير ياسين في 9 نيسان 1948 بداية تأسيس الدولة اليهودية إذ ان الشعار الأول لهذه الدولة المغتصبة هو إبادة الشعب الفلسطيني.
تاريخ الدولة اليهودية مع الجرائم حافل ومنذ الجريمة الأولى والتي تبعتها عشرات الجرائم لم تتوقف عن الإجرام خصوصا أنّ المجتمع الدولي لا يفعل شيئاً ولا يحرك ساكناً.
إنّ الكم الكبير من القرارات في الأمم المتحدة منذ جريمة اغتصاب فلسطين عام 1948 وإعلان الدولة الصهيونية وآلاف الشكاوى ضد هذه الدولة العنصرية للأسف من دون أي نتيجة، لأنّ التنفيذ ممنوع… فأميركا ترفض أن تمس شعرة من رؤوس الصهاينة المغتصبين… بل إنّ الدعم المالي والعسكري والتفوّق العسكري الذي تتبنّاه أميركا لدعم إسرائيل ليس له حدود.
الأنكى أنّ التظاهرات التي قامت بها جماعة «حزب الله» تحت أسماء مستعارة ضد السفارة السعودية احتجاجاً على فتح السفارة الأميركية في القدس والمجازر المرتكبة في فلسطين، بأرقام ضحاياها الهائلة… بدل أن تكون هذه التظاهرات ضد السفارة الاميركية في عوكر فلتكن مباشرة ضد العدو.
نفهم أن يتظاهروا ضد الاميركيين وتحديداً ضد السفارة الاميركية في لبنان التي تعتبر رمزاً لأميركا، أمّا أن يكون الهدف السفارة السعودية فهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على الكذب والخداع لما يسمّى بسياسة إيران والكذب الإيراني ونظام الملالي فيها… ومنذ قيام الثورة عام 1979 عندما خلع الشاه محمد رضا بهلوي وتسلم آية الله الخميني الحكم تحت شعار الموت لِـ»الشيطان الإكبر» أي أميركا، والموت لِـ»الشيطان الأصغر» الذي هو إسرائيل… فهل أصبحت السفارة السعودية هي البديل بالنسبة إليهم؟
وكذلك الكذبة الأكبر عندما قام المتظاهرون من الحرس الثوري الايراني تحت لباس الثوار من الجامعات الذين حاصروا السفارة الأميركية لمدة 444 يوماً في طهران ولم يغادروها إلاّ بعدما جاء الى الحكم رونالد ريغان الذي هدد اثناء الحملة الانتخابية بأنه إذا رأى شخصاً واحداً يحاصر السفارة الأميركية في طهران في حال وصوله الى الحكم فإنّه سوف يمحو طهران من خريطة العالم… وهكذا حلّت قضية حصار السفارة إثر تسلمه الحكم بوقت قصير.
والكذبة الثانية هي إقفال السفارة الاسرائيلية في طهران واستبدالها بسفارة فلسطين… طبعاً هناك أفضل علاقات تجارية ونفطية بين نظام الملالي وبين العدو الاسرائيلي وأنّ قطاع النفط بالكامل بيد اليهود.
أما الكذبة الكبيرة الثالثة فهي انه بدلاً من أن يكون مضمون «فيلق القدس» تحرير القدس وبدل سرقة علم فلسطين لتحرير فلسطين فإنّ الذي يحصل أنّ «فيلق القدس» بدأ باحتلال العراق أولاً حيث يقيم اللواء قاسم سليماني ويتنقل بينه وبين سوريا التي توجه إليها لاحتلالها أيضاً لكي يبقى المجرم الذي دمّر سوريا على كرسي الرئاسة.
والأهم «حزب الله» الذي يحتل لبنان ويحاول السيطرة على الحكم بسبب السلاح الذي أخذ تفويضاً شعبياً لتحرير الأراضي اللبنانية وأصبح فصيلاً مسلحاً يأتمر بأوامر اللواء قاسم سليماني، وهذا ما حصل عام 2006.
ونذكّر السيّد حسن نصرالله بقوله يوم خطف جنديين إسرائيليين اثنين فقامت إسرائيل بعدوانها على لبنان وكبّدتنا خسائر أخطرها 5000 قتيل وجريح لبناني بين مواطن وبين الجيش اللبناني وبين عناصر «حزب الله»… والسيّد يقوّل «لو كنت أعلم».
فنقول للذين ذهبوا الى السفارة السعودية: اذهبوا الى السفارة الأميركية لو كنتم حقاً تريدون إيصال رسالة الى إسرائيل.
او بالاحرى اذهبوا إلى فلسطين المحتلة وحرروا القدس الشريف على رأس الفيلق المسمى بإسمها أي فيلق القدس.