IMLebanon

اذهبوا الى سوريا  

 

هاتان الصورتان تعبّران عن حقيقة الواقع اللبناني الذي كنا نتحدّث عنه وبمعنى أدق هي أن المجتمع اللبناني مقسوم الى قسمين:

قسم يريد الدولة والشرعية والمؤسّسات الشرعية بكامل جهوزيتها وبدون أي شريك… وهذا الكلام للأسف الشديد مفقود منذ العام 1969 أي أنّ «اتفاق القاهرة» أعطى الفلسطينيين دولة ضمن الدولة اللبنانية والفلسطينيون جاؤوا بإسرائيل أو بالأصح بالاجتياح الاسرائيلي عام 1982 الذي اقتلع الفلسطيني المسلح وأبقى على المخيّمات.

والاسرائيليون باحتلالهم لبنان خصوصاً الجنوب خلقوا المقاومة، والمقاومة «استلقاها» نظام الخميني الذي كان يبحث عن طريقة ليصل بها الى لبنان بعدما سرق العلم الفلسطيني وأقفل السفارة الاسرائيلية في طهران، ومن الطبيعي أنّ إسرائيل جاءت بإيران وبمشروع الفتنة الطائفية بين أهل السنّة وبين الشيعة تحت شعار التشيّع وولاية الفقيه وغيرها من الشعارات «الموت لأميركا» و»الشيطان الأكبر» (أميركا) و»الشيطان الأصغر» (إسرائيل)، هذه الشعارات كلها وراء كذبة كبيرة هي مشروع وهمي لا يمكن إلاّ أن تكون نتيجته قتل المسلمين السنّة والشيعة لكي تحصل إسرائيل على استقرار حقيقي خصوصاً بعد القضاء على الجيوش العربية ابتداءً من العراق 2003 الى الجيش الليبي الى الجيش السوري منذ ثورة 2011.

اليوم الدولة الوحيدة المرتاحة في المنطقة هي إسرائيل، وهذا كله بفضل مشروع آية الله الخميني ومشروع ولاية الفقيه…

نعود الى الصورة المعبّرة كيف أنّ في لبنان هناك فئة كبيرة تريد إعادة بناء الدولة وتريد الإستقرار ولا تريد وجود أي قوة خارج إطار الشرعية ولا تقبل بوجود سلاح غير سلاح الشرعية…

وفريق عنده دولته التي تموّلها إيران بالمال والسلاح، إذ انّ إيران تدفع مليار دولار سنوياً للسلاح وهذا يفسّر وجود 150 ألف صاروخ… كم هو ثمن هذه الصواريخ؟ وما هو الهدف من مدّ «حزب الله» بهذا السلاح؟ وما هي الغاية من إعطاء إيران هذا السلاح الى «حزب الله»؟

ومن هو صاحب القرار في «حزب الله»؟ أليْس اللواء قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الذي يتنقّل ويتصرّف كحاكم عسكري بين العراق وسوريا ولبنان من دون أن يسأله أحد ماذا يفعل؟

وما هي المهمة التي كلف إنجازها؟

أليْس واضحاً أنّ المشروع الايراني هو الذي يريد ويموّل المشروع الذي يتبنّاه «حزب الله» في لبنان؟

والأهم من هذا وذاك أنّ مئات المليارات التي تدفعها إيران منها، ومئات المليارات التي سرقتها من العراق عن طريق رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي… والهدف معروف وهو إحداث الفتنة.

اليوم المشكلة الحقيقية كما قلنا إنّ اللبنانيين قسمان: قسم يريد الدولة وقسم يريد دولته أي دولة ولاية الفقيه، وهو ما أعلن عنه بصراحة مرّات عديدة السيّد حسن نصرالله قائلاً: أنا جندي في مشروع ولاية الفقيه!

أمام هذا الواقع ما هو الحل؟ بكل بساطة ما دام الرئيس السوري الذي يدّعي أنه يحارب الإرهاب وأنّ إسرائيل هي ملكة الإرهاب وأنه يريد أن يحاربها… وبما أنّ «حزب الله» ذهب من دون أي اتفاق مع الدولة اللبنانية بل بقوة سلاحه الى سوريا لدعم الرئيس بشار الأسد تحت شعارات مختلفة بدأت بحماية الأماكن المقدّسة وانتقلت الى محاربة الإرهاب.

ما دام «حزب الله» يحارب إسرائيل في سوريا لماذا لا يترك لبنان واللبنانيين يعيشون بسلام ضمن مشروع الدولة اللبنانية، وهم طالما يريدون نظام بشار الأسد فمبروك عليكم ذلك النظام ويمكنكم أن تذهبوا الى سوريا والله معكم ويحرسكم… وفي حال تريدون أن تعودوا الى لبنان أهلاً وسهلاً بكم ولكن من دون سلاح وضمن الدولة اللبنانية ونقطة على السطر.

عوني الكعكي