فعلاً إننا أمام حقيقة هي أن الشعب يقول شيئاً ولكنه يفعل العكس، على سبيل المثال قبل الانتخابات النيابية كانت التصريحات والشعارات والتظاهرات فلم يتحقق 1% منها، مثلاً:
العائلات الثماني أو العشر التي تحكم البلد لا تزال هي هي.
1- نبدأ بكمال جنبلاط، جاء بعد استشهاده نجله وليد الذي رغم أنه في عز العطاء ولم يطعن في السن جاء بولده الشاب.
2- الرئيس المرحوم سليمان فرنجية جاء بنجله طوني الذي سقط شهيداً في عز شبابه، وكانت المرة الأولى في الحرب اللبنانية يقتل زعيم ابن زعيم. الخلافات لم تكن تصل الى خوف قتلاً واغتيالاً، ومن الطبيعي أن يخلفه نجله سليمان، واليوم جاء سليمان بطوني الحفيد الشاب.
3- آل الجميّل، من بيار الجميّل الى بشير الجميّل الى أمين الجميّل، الى بيار الشهيد، الى نديم فإلى سامي… يعني الشيخ بيار المؤسّس جاء بولديه الاثنين وأمين جاء بولديه الاثنين، وبشير خلفه نجله نديم.
4- من الأمير مجيد ارسلان الى نجله الأمير فيصل، فنجله الثاني طلال.
5- كرامي: من عبدالمجيد الى رشيد فعمر ففيصل نجل عمر.
كامل الأسعد وصبري حمادة جاء الإمام المغيّب موسى الصدر فقضى على التوريث لديهما.
آل الصلح لم يورّث أحد أحداً ولكنهم جاءوا جميعهم زعماء رياض سامي تقي الدين ورشيد الصلح.
الرئيس كميل شمعون جاء بعده نجله الشهيد داني الذي اغتيل شاباً.
جوزيف سكاف ورثه نجله المرحوم الياس الذي ورثته زوجته.
الرئيس عون ورثه في زعامة الحزب صهره الوزير جبران باسيل. (الخ…).
المهم أنّ الناس تنتقد وتتظاهر وترفع اليافطات والشعارات وعندما يجد الجد (الانتخابات النيابية تحديداً) تعود الزعامات لتثبت وجودها وبإرادة هؤلاء الناس أنفسهم الذين كانوا ينتقدونهم ويتظاهرون ضدّهم ويرفعون الشعارات التي تندّد بهم.
وغداً، في مستقبل قريب أو بعيد سيعيدون الاسطوانة ذاتها… ليعودوا بعد أربع سنوات لينتخبوهم أنفسهم.
عوني الكعكي