القرار الاميركي بنقل السفارة الاميركية الى القدس المحتلة خطأ فادح أشرنا إلى تداعياته مرات عدة، وحضور ايڤانكا ترامب وزوجها كوشنير على رأس وفد اميركي للاحتفال بالتدشين تكريس لهذا الخطأ.
إن نقل السفارة الاميركية يدفع المنطقة الى مزيد من التأزم، وما يترتب عليه من ظلم للقضية وإراقة المزيد من الدماء، ودفع المنطقة الى أتون نار وعواقب لا يعلم نهايتها إلاّ رب العالمين.
علماً أنّ رؤساء أميركا السابقين لم يقدموا على مثل هذه الخطوة، مع أنهم لوّحوا بها في حملاتهم الانتخابية، لأنهم كانوا يعلمون التداعيات المترتبة عليها.
أما نحن فعلاً شعب لا نتعلم ولا نريد أن نتعلم… نخسر في الحرب ونقول إننا انتصرنا، وبالرغم من الحال الصعبة والظروف المعقدة التي يعيشها العالم العربي خصوصاً سوريا والعراق حيث أصبحت سوريا اليوم غير سوريا الأمس والعراق اليوم غير العراق الأمس.
بالأمس خاض صدام حسين حرباً لـ8 سنوات وبالرغم من أنه انتصر على إيران قرر الاميركيون تدمير العراق لمصلحة إسرائيل فدمّر العراق بالغزو الاميركي عام 2003 وحل الجيش العراقي في أوّل قرار اتخذته واشنطن بعد سقوط نظام صدّام حسين.
اليوم العراق مقسّم وإيران هي المستفيد الأوّل حيث أصبح اللواء قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الايراني هو الحاكم الفعلي للعراق.
واليوم أيضاً بعد تدمير سوريا أصبح اللواء قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» هو الحاكم العسكري لسوريا ولكن بحاجة الى أن يتلقى أوامره من الروس مع هامش من الحركة، وبهذا الهامش يحاول أن يدّعي بأنّ إيران هي صاحبة القرار في المنطقة وعلى أميركا أن تعرف أنّ الحل والربط يجب أن يكونا بالاتفاق مع إيران.
يبدو أنّ حكام إيران لم يقرأوا ما يجري بين أميركا وكوريا الشمالية وكيف أن تهديد ترامب لكوريا جعلها تلجأ الى الصين لتتلقى التعليمات، وهكذا تراجع الكوريون لمصلحة ترامب.
من هنا يجب أن يفهم حكام إيران أنّ فرصة السماح لهم بالعربدة في العراق وسوريا ولبنان قد انتهت وجاء يوم الحساب… أو بالأحرى يجب أن يفهموا «كش إيران» أي العودة الى حجمها الطبيعي أمام هذا الواقع الجديد… وبعد التضحيات المالية الكبيرة وتكفي نظرة سريعة الى ما أنفقته إيران على «حزب الله» ويقال إنّه وصل الى 70 مليار دولار، هذا أولاً:
ماذا عن العراق؟ هنا يمكن أن يكون الفساد الحاصل في العراق سببه الحقيقي ما يسرقه اللواء قاسم سليماني الذي يرسل نفطاً عراقياً الى سوريا منذ بداية الثورة السورية وكذلك السلاح وأيضاً الأموال لدعم بشار لكي يبقى على كرسيه.
الإشارة الأولى الى تغيير قواعد اللعبة ما حصل قبل ايام عندما شنت 28 طائرة فانتوم غارات على سوريا فقضت على البنية التحتية العسكرية للحرس الثوري.
60 صاروخاً توزّعت على حلب واللاذقية وحمص حتى قاعدة التيفور الجوية T4 ودير الزور والرقة ومعظم المطارات العسكرية.
العجيب الغريب أنّ إعلام المقاومة والممانعة أجاب على هذه الغارة وعلى التدمير للبنية العسكرية للحرس الثوري بأنّ إسرائيل لم تحقق أهدافها وفشلت في غاراتها لسبب بسيط هو انها تستطع قتل المجرم بشار الأسد.
كل ما حصل في سوريا من تدمير وتهجير ولكي تعود سوريا الى ما كانت عليه يلزمها 500 مليار دولار… وإسرائيل فشلت!
عوني الكعكي