Site icon IMLebanon

الله يستر  

 

تتّجه الأنظار كلها الى الحدث في سوريا: هل ستحصل «الضربة»… هناك أكثر من سيناريو أبرزها الذي كشفت عنه رئاسة أركان الجيش الروسي عن «معلومات أكيدة» أنّ واشنطن جهّزت 40 صاروخ «كروز» لضرب دمشق «بين ساعة وأخرى»، وأن هذا سيؤدي الى دمار شامل في الشارع الرئيسي الذي تقع فيه وزارة الدفاع السورية ورئاسة الأركان ومبنى قيادة سلاح الجو السوري، إضافة الى تدمير شوارع عديدة في العاصمة السورية.

 

الى ذلك، أقلعت طائرة «E4B» المعروفة باسم «يوم القيامة» وهي طائرة مخصصة لقيادة البلاد في حال هجوم نووي وتستطيع البقاء في الجو لمدة أسبوع.

وفي هذا الوقت، أعلنت  موسكو عن استعدادات عسكرية استراتيجية لمواجهة الهجوم الاميركي «المقرّر» بشكل نهائي وحاسم على حدّ ما يجمع المحلّلون الاستراتيجيون، كون المسألة باتت إلتزاماً مباشراً من الرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي حوّل المواجهة الى قضية مصيرية.

نرى أنّ الأهم في هذه المرحلة هو أن يبقى الوفاق اللبناني ثابتاً في ما بيننا، وكذلك النأي بالنفس. وأود أن أتوقف عند ما قاله الرئيس الحريري أمس رداً على سؤال عن موقف لبنان في هذه الحال! فهل كان منتظراً من رئيس وزراء لبنان أن يردع أميركا مثلاً؟ وهل له القدرة على ذلك؟

من هنا، نفهم العودة اللافتة للرئيس الحريري الى فرنسا بعدما كان قد غادرها قبل 24 ساعة، ليؤكّد هناك على النأي بالنفس، إلتزاماً لبنانياً جدياً خصوصاً على مستوى السلطة في لبنان.

ونتمنى على بعض المنظّرين الذين يتحدّثون عن إسرائيل الخائفة والمذعورة الخ… نقول لهؤلاء: جميل أن نرفع المعنويات ولكن شرط ألاّ يكون الوضع على طريقة أحمد الشقيري الذي كثيراً ما رمى إسرائيل في بحر الأوهام، حتى إذا جدّ الجدّ كانت الكارثة وكانت معها الخيبة الكبرى.

في أي حال، نحن اليوم وسط أزمة عالمية كبرى: والعمل الأبرز، بل الواجب الأكبر، هو تجنيب الوطن والشعب الغرق في هذه المعمعة جراء قرارات متهوّرة أو غير مدروسة من أي طرف كان.

لذلك، نكرّر الدعوة الى التمسّك بمبدأ النأي بالنفس، والإلتزام بمنطوق الوفاق الوطني الذي ثبت لدينا مراراً وتكراراً أنّه لا مناص منه كمظلّة تقينا الكثير من الشرور والويلات.

عوني الكعكي