إنّ الخبر عن رفع 196 عضواً في الكونغرس الاميركي دعوى قضائية ضد الرئيس دونالد ترامب بتهمة استغلال منصبه الرئاسي لجمع مكاسب مادية من الخارج يجب أن لا يمر مرور الكرام، وإذا استعرضنا أسماء الشيوخ الـ196 لتبيّـن لنا أنهم إما يهود أو من المتعاملين مع اللوبي اليهودي.
فمنذ أن أصرّ الرئيس ترامب على مشروع الدولتين اليهودية والفلسطينية حلاً لأزمة المنطقة قامت الدنيا عليه ولم تقعد بعد، ويحضرني في هذا المجال يوم زيارة الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز الى الشام بعد حرب 1973 المجيدة، وكان يؤدي الصلاة في الجامع الأموي هتف له الشاميون: «بدنا نصلّي بالقدس يا فيصل» فأجاب: إن شاء الله، فكان هذا الجواب سبباً لاغتياله لاحقاً، ويحضرني أيضاً مشروع السلام بين سوريا وإسرائيل الذي كان مدار بحث وتداول بين الرئيس الراحل حافظ الأسد ورئيس الوزراء الاسرائيلي اسحق رابين بهدف انسحاب إسرائيل من هضبة الجولان، وقد تم التوافق على أكثرية بنود المشروع باستثناء خلاف محدود على ثمانية أمتار على ضفة بحيرة طبريا.
بداية كان من رأي الأسد أنّ الأرض لسوريا والمياه لإسرائيل، ولكن المشكلة هي ذات منشأ طبيعي، إذ عندما تمطر بغزارة تتمدّد مياه البحيرة نحو ثمانية أمتار فتتقلص اليابسة بالمقدار ذاته، وعندما يندر المطر يحصل العكس، فتتوسّع اليابسة وتتقلص مياه البحيرة.
وكان الجانبان على أبواب حسم هذه النقطة الخلافية وتوقيع الاتفاق، وكما هو معروف قتل اليهود الصهاينة اسحق رابين لوأد الاتفاق.
من هنا نقول إنّه يتوجّب على الرئيس ترامب الكثير من اليقظة والحذر لأنّ موقف الـ196 سيناتوراً هو انذار له في عداد انذارات أخيرة تمثلت بفتح غير ملف.
فاليهود الصهاينة لا يريدون السلام بأي شكل من الأشكال، خصوصاً أنّ الظروف القائمة حالياً تخدم المشروع الصهيوني في ضوء ما جرى ويجري في سوريا والعراق واليمن وليبيا وقطر والبحرين، وبالتالي نقول: «الله يسترك يا ترامب».