IMLebanon

رحم الله شهداء الصحافة ونبارك لها بمجلس نقابة المحررين

 

 

صحيح ان لبنان هو البلد الوحيد في العالم الذي فيه نقابة لاصحاب الصحف ونقابة ثانية لمحرري الصحافة. وهذا يستدعي سؤالاً يطرحه الجميع: لماذا؟

 

الجواب: بكل بساطة، نقابة اصحاب الصحف الصحافيين، مثلها مثل نقابة المحررين اذ ان اصحاب الصحف هم محررون في الوقت ذاته. والكثيرون يجهلون هذه الحقيقة فيواصلون التساؤل عن سبب وجود النقابتين.

 

ومن الضروري التذكير بكبار الزملاء الذين كانوا اصحاب صحف وفي الوقت ذاته كانوا صحافيين عاملين كالمرحومين غسان تويني »صاحب مهنة« (نائباً ووزيراً وسفيراً وصحافياً) وسعيد فريحة صاحب دار الصياد وسليم اللوزي صاحب (الحوادث) وحنا غصن صاحب (الديار) الذي بقي (حتى اخر نسمة من عمره يعتز بأنه لا يزال مندوباً صحافياً) وروبير ابيلا صاحب (الزمان) وجورج نقاش صاحب (لوريان لو جور) الى اخره… وعلى صعيد شخصي انا نشأت في بيت صحافيين وأصحاب صحيفة من المرحوم جدي الذي اسس (الشرق) عام ١٩٢٦ الى المرحوم والدي وصولاً الى هذه الايام.

 

لذلك، وفي هذه الأزمات التي تمر بها الصحافة، وكي لا تتضرر نقابة المحررين يجب مساعدة اصحاب الصحف على استمرار الصحف التي يعمل فيها المحررون وسائر افراد الاسرة الصحافية. فدار الصياد على سبيل المثال كان فيها نحو ٣٠٠٠ صحافي وموظف فتوقف اي صحيفة يخلق مشكلة لدى المحررين.

 

من هنا نقول اننا لم نوفق بوزير الاعلام، بالرغم من كونه اعلامياً كبيراً له الاحترام والتقدير.

 

واليوم لا شك في ان الصحافة اللبنانية تواجه واحدة من اخطر ازماتها في هذه المرحلة، فلكي تبقى نقابتا الصحافة والمحررين اللتان تتكاملان في اطار المهنة، يجب ان تبقى الصحف حية وفاعلة.

 

وانني ارى انه يجب ان تتوسع نقابة المحررين واطالب كل محرر وصحافي واعلامي عموماً بأن ينضم اليها… وان تكون البطاقة الصحافية هي باب الدخول الى العمل في المهنة. كما هي الحال في سائر النقابات. فهل يسمح للطبيب بأن يمارس مهنة الطب خارج نقابته؟ وكذلك المهندس والمحامي الخ…

 

وفي هذه المناسبة نأمل كثيراً بالتعاون بين نقابتي الصحافة والمحررين، بعد انتخاب المجلس الجديد لنقابة المحررين برئاسة الزميل الاستاذ جوزيف القصيفي، المستحق، والذي كان يجب ان يكون نقيباً من زمن، وهو وفق ما نعرف فيه مباشرة وعن قرب، يمثل الرجل المناسب في المكان المناسب.

 

واذ اغتنم هذه المناسبة اود ان اتوجه بالتهنئة الى النقيب الجديد والى الزملاء جميعاً، في مجلس نقابة المحررين.

 

وانني لأعلن الاستعداد الكامل لأوسع انواع التعاون بين النقابتين انطلاقاً من ايماني الراسخ بأن الصحافة في لبنان هي، ويجب ان تكون وان تبقى دائماً، جسماً واحداً في اطار القوانين المرعية الاجراء التي اذا كان لا بدّ من تعديل بعضها وتحديث البعض الآخر، فإننا لعلى استعداد كبير للعمل مع وزارة الاعلام واللجان النيابية المعنية لتحقيق ذلك.

 

ان الصحافة اللبنانية اعطت لبنان الكثير، كما ان هذا الوطن اعطاها الكثير اذ وفّر لها المناخ الملائم من الحريات في ظل نظامنا الجمهوري البرلماني الديموقراطي، وللصحافة دور كبير في ترسيخ الديموقراطية وتعزيز الحريات الفردية والعامّة تحت سقف القانون.

 

ولا شك في ان نقابة المحررين، خصوصاً مع النقيب الجديد، مثلها مثل نقابة الصحافة ستكون احدى ركائز الحرية في هذا الوطن لبنان.

 

واليوم تحل ذكرى الشهيد المرحوم جبران تويني الشاب الذي خسرناه وخسرته الصحافة اللبنانية، شاباً طموحاً وعموداً من كبار اعمدة الصحافة، ونائباً ذا حضور كبير ومناضلاً تشهد له الساحة، ونذكر ايضاً بعضاً من الشهداء المرحومين امثال نسيب المتني مؤسس (تلغراف بيروت) وكامل مروة (الحياة) والنقيب رياض طه (الكفاح العربي) وسليم اللوزي (الحوادث) وسواهم العديدون سواء من اصحاب الصحف ام من الصحافيين الذي قدموا دماءهم الطاهرة من اجل لبنان وعروبته وحريته وديموقراطيته.

 

عوني الكعكي