تعرفنا على أشرف ريفي يوم كان ضابط معلومات في المرافقة مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري… وأنا أفهم عقدة أشرف ريفي الذي كان يفتح باب السيارة للرئيس الحريري ولنهاد المشنوق أيضاً اللذين يكونان في سيارة واحدة.
أشرف ريفي هو أكثر إنسان عرفته في حياتي ناكراً للجميل… وأنا ذكرته بالوقائع يوم زرته وقلت له ما لازم تطلع من الرئيس سعد الحريري الذي عيّنك وزيراً، ورعاك ضابطاً عادياً ومديراً عاماً لقوى الامن الداخلي.
ويعرف ريفي، إذا لم يكن يتناسى، الرقم الذي كان يعطيه إياه الرئيس رفيق الحريري شهرياً وهو رقم كبير يتجاوز بكثير ما يتقاضاه الموظفون الكبار.
وعندما انتهت مسيرته في الأمن الداخلي عارضوا التمديد له بضعة أشهر إضافية في المديرية العامة للأمن الداخلي، فلم يتركه سعد الحريري فجاء به وزيراً وكان مرشحاً لأن يكون وزيراً للشؤون الاجتماعية… إلاّ أنّ الرئيس سعد الحريري وإكراماً منه لطرابلس حرص على أن يعيّنه وزيراً للعدل، وهي وزارة مميّزة جداً في لبنان.
وفي وقت لاحق بدأت الخلافات حتى عندما كان ريفي لا يزال في الوزارة كما هو معروف.
ريفي معقّد، وأعرف ان عقدته في الحياة هي انه لم يصدّق حاله لما وصل إليه، فنفخ ذاته وخيّل إليه انه صار رفيق الحريري!
أما أكبر عقدة عنده فتتمثل بنهاد المشنوق، لأنّ نهاد في أيام الرئيس الحريري كان الوحيد الذي يستطيع أن يقول للرئيس الشهيد: أجل ولا، وهذه حقيقة معروفة لدى فريق عمل الرئيس الراحل.
وفي المقابل، كان الرئيس رفيق الحريري ينادي نهاد المشنوق بـ”يا دولة الرئيس” تقديراً منه لفكر ووفاء وإخلاص ومكانة نهاد، وأعتذر لأنني كشفت هذه الحقيقة.
والرئيس سعد الحريري يعرف جيداً الفرق بين نهاد وأشرف… وأود أن أعترف بأنني كنت أحب أشرف ريفي.
وفي بداية الخلاف قصدت ريفي الى بيته وقلت له: أنا زعلان لأنك لا يجوز أن تطلع من بيت الحريري.. قم لنذهب معاً الى سعد الحريري… فلا يجوز أن يبقى الخلاف ويزداد.
ولا أنسى جوابه حتى اليوم فقد قال لي: “أنا مش مهيّأ نفسياً”… فقلت له: هل نسيت تحت أي نظرية أنت جئت الى الوزارة؟… وغير معقول أن تصل الى هذه الدرجة من العداء تجاه الذين أوصلوك.
وهناك شاهد (أحد الدكاترة وهو صديق مشترك) على هذا الكلام، فتغلبت عليه الغيرة والحسد!
واليوم ان كل الكلام الذي قاله إن في الرئيس سعد الحريري أو في نهاد المشنوق يدل على قلّة أخلاقه، وانعدام وفائه.
ولكن المهم أنّ اهل طرابلس قالوا كلمتهم فيه!
أما النائبة الجديدة الدكتورة الجامعية (في الجامعة الأميركية) دينا جمالي فهي خير من يمثل عاصمة الشمال… وصورة طرابلس تمثلها أحسن تمثيل دكتورة في الجامعة الأميركية، ولا تمثلها الرؤوس الفارغة.
وأخيراً وليس آخر، أدعو للريفي أن يشفيه الله من هذا الداء… خشية أن يقضي عليه، وهو ليس الأول ولا الأخير من الاشخاص الذين أصابهم هذا المرض وللأسف كانت نهاياتهم سيّئة جداً.
عوني الكعكي