واليوم تبلغ واشنطن ذروة غطرستها وتعنتها وظلمها للقضية الفلسطينية ولحقوق الشعب الفلسطيني… فتمارس أبشع التعنّت والتعسّف في خطوات متلاحقة متسارعة، في سياق هادف الى تصفية القضية.
فقد بدأ دونالد ترامب هذا المسار بقرار نقل السفارة الاميركية من تل أبيب الى القدس، ولم يلبث أن نفذ قراره.
ثم ضغط من أجل قيام دولة فيدرالية تضم ما تبقى من الضفة الغربية والأردن، ورفض عاهل الاردن الملك عبدالله الثاني هذا الإقتراح الذي لم يسحبه الاميركي بعد من التداول.
من ثم قرّر ترامب وقف تمويل منظمة الاونروا… والهدف مباشر: توطين بحكم الأمر الواقع!
وأخيراً وليس آخر إقفال مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في الولايات المتحدة الاميركية.
وهذه ليست قرارات سياسية ومالية وإجرائية فحسب بل هي تراكمات من الظلم الذي لا حدود له، ومن القهر المتمادي منذ العام 1948 حتى اليوم.
ثم حدثت انتفاضة الشعب السوري، ولم يبقَ أي طرف لم يبلّ يده في سوريا… وذلك كله إمّا بقرار وموافقة أميركيين أو بغض النظر الاميركي.
ولسنا في وارد استعادة الأزمة السورية والأحداث الرهيبة التي عصفت بهذا البلد العربي الشقيق… ولكننا نتوقف عند المشهد الحالي القائم منذ أشهر وحتى اليوم:
إسرائيل تضرب قوات النظام والمواقع الايرانية ومواقع «حزب الله»، وبات واضحاً لكل من يريد أن يرى ويسمع أنّ هناك «تحالفاً» غير معلن (في سوريا) بين الاميركي والروسي والتركي والاسرائيلي أيضاً.
وأصلاً من سمح للإيراني أن يوجد بقواه العسكرية وخبرائه وميليشياته الشيعية في سوريا؟ وهل يظن أحد أنّ إيران كان في إمكانها أن تقوم بما تؤديه من أدوار في سوريا لولا السماح الاميركي؟
لقد أدّت التطوّرات في سوريا الى إنهاكها، وإلى تفتيت وحدتها الوطنية، وإلى تدميرها كلياً وليس بناها التحتية وحسب، وإلى تحطيم قوة جيشها… وهذا كله ما كان يمكن له أن يتحقق لولا القرار الأميركي…
فماذا تريد واشنطن بعد؟
وإلى أين ستمضي في قراراتها هذه؟!.
عوني الكعكي