يبدو أنّ الارهاب لا يريد أن يترك دولة عربية واحدة من دون أن يسعى الى تدميرها: من العراق الى سوريا الى لبنان الى اليمن الى البحرين(…) هذه البلدان تعاني من الارهاب أولاً ومن بعض الأنظمة المتطرفة كذلك.
لسنا هنا لنحمّل المسؤولية لقطر ولكن ماذا يعني أن تؤوي قطر جماعة الإخوان المسلمين وفي طليعتهم الشيخ يوسف القرضاوي، فلماذا؟ وعلى أي أساس؟ وكأنه لا يكفينا ما يفعله الإخوان المسلمون، حتى جاءت “القاعدة” وبقايا “داعش” ليكملوا الإرهاب.
نعود لنقول إنّ هذا الإرهاب كله هو ضمن مسلسل مخطط له يستهدف هذه المنطقة منذ سنوات، يتمثل أولاً بفتنة سنّية – شيعية، ثم بفتنة بين الإعتدال والتطرّف.
لا شك في أنّ مصر مستهدفة كونها أكبر دولة عربية تنتهج الإعتدال، والمسلم المصري بطبيعته معتدل، غير متطرّف، باستثناء قلّة نادرة تؤخذ بالدين لتصبح في مكان آخر لا علاقة له بالدين.
تحدّثنا عن قطر ولا بدّ من أن نتحدّث عن تركيا التي، هي أيضاً، ترعى الإخوان المسلمين، وكان المشهد، أمس، مهيباً الذي جمع بوتين بأردوغان وروحاني ونكاد لا نفهم أنّ دولة علمانية وهي التي أوجدت “القاعدة” بسببها باتت مشغولة البال على الإخوان المتطرّفين.. في المقابل يلتقي التطرّف الشيعي مع التطرّف السنّي…
ولا بد من الإشارة الى أنّ حافظ الأسد احتل لبنان 30 سنة وارتاحت دمشق، الى أن جاء المجرم الغبي بشار الأسد، وبحبّه وشغفه بالسلطة والكرسي، أرجع سوريا مئات السنين الى الوراء، ومن دولة كانت الأكثر أماناً في المنطقة الى دولة نصف شعبها مشرّد ولاجئ ونازح في الخارج والنصف الآخر يعيش في الرعب والدمار والقصف.
إنّ الإرهاب يأتي الى مصر من ليبيا ومن غزة، في غزة صارت السلطة تتحمّل المسؤولية، وبالتالي لا بد من القضاء على الإرهاب المعشش في ليبيا والتي ينطلق منها الى مصر.
كلمة أخيرة الى الرئيس السيسي والشعب المصري الذي يدفع ضريبة كبيرة جداً بسبب الإعتدال، ولأنّ الرئيس المصري يستعيد لمصر عزتها ودورها، فنقول إنّه لا يصح، ولن يصح إلاّ الصحيح، وبالتالي فلا بدّ من أن تنتصر إرادة الشعب المصري المعتدل، الذي يحب السلام، ويكره الإرهاب.
حمى الله مصر لأنّه إذا مرضت مصر، فإنّ العالم العربي سيصيبه المرض.
عوني الكعكي